الجمعة 17 مايو 2024
spot_img

ضغطت على السودان.. إيران تفشل في بناء قاعدة عسكرية على البحر الأحمر

كشفت تقارير صحفية أمريكية، عن محاولة إيران الضغط على السلطات السودانية لمنحها حق بناء قاعدة عسكرية بحرية دائمة على سواحل البحر الأحمر، وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إنه رغم محاولات الضغط الإيرانية إلى أن طلبها قوبل بالرفض الشديد من حكومة الخرطوم.

وأفادت المعلومات المتاحة، نقلًا عن مسؤول استخباراتي سوداني بارز، أن إقامة قاعدة بحرية إيرانية على الساحل الشرقي للسودان على البحر الأحمر قد تشكل تحديًا جديدًا في المنطقة، وفي تصريحاته، وأوضح المسؤول السوداني أن وجود قاعدة بحرية إيرانية سيمنح طهران قدرة فريدة على رصد حركة المرور البحرية من وإلى قناة السويس، إلى جانب التأثير المحتمل على الأمن الإقليمي، خاصة بالنسبة لدولة الاحتلال.

إيران منحت السودان طائرات دون طيار

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أحمد حسن محمد، المستشار العسكري لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، قوله إن إيران قدمت دعمًا للجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع، بتوفير طائرات دون طيار متفجرة، وعرضت تزويد الجيش السوداني بسفينة حربية تحمل مروحية، شريطة الحصول على موافقة السلطات على إنشاء القاعدة البحرية الإيرانية.

التقارير تشير إلى أن طهران تسعى جاهدة لإقامة قاعدة بحرية دائمة على ساحل البحر الأحمر، بهدف جمع معلومات استخباراتية، فوفقًا لتصريحات المسؤول السوداني، فإن الإيرانيين عبروا عن رغبتهم في استخدام القاعدة لغرض جمع المعلومات الاستخبارية، ووضع سفن حربية هناك.

ومع كشف النوايا الإيرانية، أكد المصدر أن السلطات السودانية رفضت بشكل قاطع الاقتراح الإيراني الذي يتضمن وضع سفن حربية في المنطقة، وأن هذا الرفض جاء من أجل تجنب إثارة التوتر مع الولايات المتحدة ودولة الاحتلال ، وفقًا لما ذكرته الصحيفة الأميركية.

مراقبة قناة السويس

وتوضح التقارير أن إقامة قاعدة بحرية إيرانية على سواحل البحر الأحمر ستمكِّن طهران من تعزيز قدرتها على مراقبة أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم، مما يسهم في تعزيز قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات على السفن التجارية، وهي الهجمات البحرية التي يقول الحوثيون إنها للرد على العدوان على غزة.

تُشير المعلومات إلى أن السودان كان يحتفظ بعلاقات قوية مع إيران وحركة حماس خلال فترة حكم الرئيس السابق عمر البشير، ومع إقالته في عام 2019، شهدت البلاد تحولًا حيث بادر قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، بجهود للتقارب مع الولايات المتحدة بهدف إنهاء العقوبات الدولية المفروضة على السودان، كما اتجهت الحكومة نحو تطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال .

تجدر الإشارة إلى أن الجيش السوداني يخوض صراعًا مع قوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي، وقد تسبب هذا الصراع في فقدان عشرات الآلاف من الأرواح وتشريد ملايين الأشخاص، مما أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

خريطة السواحل السودانية على البحر الأحمر
خريطة السواحل السودانية على البحر الأحمر

وأفادت الصحيفة الأميركية في تصريحات المصدر الاستخباراتي السوداني، بأن السودان اشترى طائرات دون طيار من إيران لأنها كانت بحاجة إلى أسلحة أكثر دقة لتقليل الخسائر في الأرواح البشرية واحترام القانون الإنساني الدولي.

وساعدت هذه الطائرات دون طيار المتفجرة الجيش السوداني في تعويض الخسائر التي تكبدها في المواجهات مع قوات الدعم السريع، وتمكن الجيش من استعادة السيطرة على مناطق حيوية في الخرطوم وأم درمان، بحسب مسؤولين محليين وإقليميين.

الجيش السوداني وقوات الدعم السريع

وقالت الصحيفة الأمريكية، إن إدارة الرئيس بايدن اتهمت كلًا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب، في تصاعد للتوتر الدولي حول الأحداث الدموية في السودان، وانتقد مسؤولو الأمم المتحدة بشدة السودان بسبب القصف الجوي للأحياء المدنية ومنع المدنيين السودانيين من الوصول إلى المساعدات الإنسانية الضرورية.

ونفى الجيش السوداني وقوات الدعم السريع جميع الاتهامات التي وجهت إليهما من قبل واشنطن والأمم المتحدة، في حين تواصلت الضغوط الدولية للتحقيق في الأحداث ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.

وكانت الولايات المتحدة قد أعربت في فبراير عن قلقها بشأن شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الجيش السوداني، حيث وصف جون غودفري، السفير الأميركي السابق في السودان، تلك التقارير بأنها “مقلقة للغاية ومصدر قلق كبير”.

اقرأ أيضا
- Advertisment -spot_img
- Advertisment -spot_img