تركيا تبدأ تحقيقات مكثفة في تحطم طائرة ليبية

تواصل النيابة العامة في أنقرة تحقيقاتها في حادث تحطم طائرة كانت تقل رئيس أركان الجيش الليبي، محمد الحداد، مع أربعة من مرافقيه، خلال مغادرتهم إلى طرابلس، بعد مباحثات مع مسؤولين عسكريين أتراك.

وضعت النيابة العامة طوقًا أمنيًا حول موقع الحادث، تحت إشراف نائب المدعي العام بمشاركة أربعة مدعي عموم، ووفد ليبي لمتابعة مجريات التحقيق.

تحليل فني شامل

وطلبت النيابة تقارير من خبراء فنيين لتحديد سلامة الطائرة، وهي من طراز «داسو فالكون 50» مستأجرة من إحدى الشركات في مالطا، في الوقت الذي أفادت فيه السلطات التركية بتحطمها بسبب عطل كهربائي.

بدأت التحقيقات أيضًا بفحص مسؤولية الطاقم الفني الذي تولى صيانة الطائرة، مع التدقيق في الأنشطة المتعلقة بالطيارين قبل الحادث. يتم فحص تفاصيل دقيقة، بداية من نمط النوم وصولًا إلى تناولهم للمشروبات الكحولية أو أي مواد مخدرة.

تشريحات وفحوصات سموم

تجري عمليات تشريح للجثث وفحوصات سموم مضنية لتحديد الأسباب الدقيقة لوفاة الطاقم. يتم ذلك بالتعاون مع رئاسة مجموعة الطب الشرعي في أنقرة، حيث يتم فحص الجثث الأخرى.

كما تم التحفظ على تسجيلات كاميرات المراقبة في مطار أسنبوغا، وقد أدرجت جميع الاتصالات اللاسلكية بين برج المراقبة والطائرة ضمن ملف التحقيق.

تحقيق شامل

استدعت النيابة أيضًا أخذ عينات من ناقلة الوقود ومن حطام الطائرة للتحقق من أي تلوث، بالإضافة إلى طلب التقارير الجوية المحلية وقت الحادث. وفي حال توصل التحقيق إلى وجود خلل هيكلي، سيتم توسيع نطاق المساءلة.

سقطت الطائرة، الثلاثاء، على بعد كيلومترين من قرية «كسيك كاواك»، بعد إقلاعها من مطار «أسنبوغا» في منطقة هايمانا متجهة إلى طرابلس. ونجحت قوات الدرك وفرق البحث والإنقاذ التركية في تحديد موقع الحطام، والعثور على الصندوق الأسود وجهاز تسجيل الصوت.

تحليل التسجيلات

أكد وزير النقل التركي، عبد القادر أورال أوغلو، أنه سيتم تحليل تسجيلات الصوت وبيانات الرحلة في دولة محايدة، مع الالتزام بالشفافية في إعلان النتائج.

وأشار وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، إلى أن الطائرة أبلغت عن عطل كهربائي بعد نحو 15 دقيقة من الإقلاع، وتم فقدان الاتصال بعدها ب20 دقيقة.

تفاصيل جديدة

ظهرت تفاصيل جديدة بشأن تحطم الطائرة الخاصة، حيث أظهرت الاتصالات اللاسلكية الأخيرة بين قائد الطائرة وبرج المراقبة أنه أبلغ عن عطل بعد 14 دقيقة من الإقلاع.

وفقًا لما نشرته صحيفة «حرييت»، وقعت الحادثة بعد أن انطفأت شاشات قمرة القيادة، مما جعل الطيار يطلب مساعدات من وحدة مراقبة الاقتراب الجوي، إلا أنه رغم محاولة الهبوط الاضطراري، فقد فقدت الطائرة ارتفاعها وتحطمت.

وصف سكان القرية المجاورة أنهم شعروا بهزة أرضية وشاهدوا كرة نارية ضخمة تتصاعد في السماء عند وقوع الحادث.