دافعت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا عن “الحوار المهيكل” الذي ترعاه في العاصمة طرابلس، في ظل الجدال المستمر حول فرص نجاح هذا الحوار. جاء ذلك تزامنًا مع تنظيم مظاهرة في مدينة مصراتة، غرب ليبيا، حيث ندد المتظاهرون بانقسام المشهد السياسي ورفضوا جميع الكيانات الحاكمة. في ذات الوقت، كشفت النيابة العامة عن وقائع خطيرة تتعلق بتزوير بيانات الأحوال المدنية وإصدار أرقام وطنية لأجانب.
احتجاجات في مصراتة
شهدت مصراتة، مساء الجمعة، تظاهرة حاشدة من قبل المئات من الأهالي الذين عبروا عن استيائهم من الأوضاع المعيشية والتدهور الأمني والاقتصادي والاجتماعي. وفقًا لبيان صادر عن اللجنة المنظمة، شدد المشاركون على رفضهم للأجسام السياسية الحالية، مطالبين بحلها واستعادة المؤسسات الوطنية، مع ضرورة بناء شرعية جديدة تستند إلى إرادة الشعب.
كما أكد البيان دعمه لجهود البعثة الأممية في تسريع الحوار، داعيًا إلى عدم المماطلة للوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة عبر حكومة موحدة. وشدد المشاركون على أهمية الاصطفاف مع إرادة الشعب والدعوة لمصالحة حقيقية بين البلديات والمكونات المختلفة في ليبيا.
التزام البعثة الأممية
من جانبها، أكدت البعثة الأممية، في تصريحها يوم السبت، التزامها بالشفافية والحياد، مشيرة إلى أن “الحوار هو عملية يقودها الليبيون بهدف الوصول إلى انتخابات نزيهة.” وأوضحت أن تمويل البعثة يأتي من الاشتراكات الدورية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، حيث يقوم دورها على تقديم الدعم الفني والخبرة، دون التدخل في النتائج.
في سياق متصل، أعرب بعض أعضاء مجلس النواب ومؤسسات مدنية أخرى عن تشككهم تجاه “الحوار المهيكل”، محذرين من احتمالية إعادة إنتاج الأجسام السياسية القائمة، ووجود تساؤلات حول تمثيل الشعب وشفافية العملية. واعتبر مراقبون أن المخاطر تتزايد مع إطالة المرحلة الانتقالية وتأجيل الحوار.
كشف حالات تزوير
أعلن مكتب النائب العام الليبي عن كشف حالتين جديدتين من تزوير بيانات الأحوال المدنية، تتعلقان بإصدار أرقام وطنية لشخصين أجنبيين غير مؤهلين. وهذا يأتي ضمن حملة مكافحة التزوير التي تشهدها عدة مدن مثل سرت وطبرق وتاجوراء، والتي ظهرت خلالها تقديرات بأكثر من 34 ألف قيد عائلي يشتبه بتزويره.
تشير هذه الوقائع، وفق مراقبين، إلى خطورة العبث بمنظومة السجل المدني، والتي تؤثر على الهوية القانونية للدولة. منح الأجانب حق التصويت قد يؤدي إلى الشك في نزاهة الانتخابات المقبلة، ويعكس أزمة تعقد العملية الانتخابية منذ عام 2021.
جولة رئيس الحكومة
في الأثناء، تابع رئيس حكومة “الاستقرار”، أسامة حماد، جولته في الجنوب، حيث زار مدينة سبها برفقة مدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، بلقاسم. الهدف من الزيارة كان الاطلاع على المشروعات الحيوية وتنفيذها، ورصد مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
في اجتماع مع أعيان وحكماء بلدية غات، أكد حماد على أهمية الجنوب كمركز استراتيجي للدولة، مشيرًا إلى أن التنمية المتوازنة أولوية قصوى. وأعلن عن إطلاق حزمة من المشروعات التي تشمل صيانة الطرق والمدارس وتطوير المطار المحلي، بالإضافة إلى إنشاء مستشفى جديد بسعة 120 سريرًا.