الخميس 26 يونيو 2025
spot_img

تجدد القتال في الفاشر يفاقم الأوضاع الإنسانية

تجددت المواجهات العنيفة يوم الأحد بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع» في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.

اشتباكات عنيفة في الفاشر

أكدت مصادر محلية أن الاشتباكات استخدمت فيها أسلحة ثقيلة وخفيفة، حيث شملت المناطق الشمالية والشرقية من المدينة، مع قصف مدفعي مكثف من جانب قوات الدعم السريع استهدف مواقع عسكرية وسكنية.

وأوضحت المصادر أن الجيش وقواته المساندة تمكنوا من التصدي لهجمات وصفت بأنها من الأعنف، حيث قُتل العشرات من قوات الدعم السريع ودمرت مركباتهم القتالية.

حالة المدينة الأمنية

تشهد الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، اشتباكات مستمرة منذ عدة أشهر، حيث تصدّى الجيش لأكثر من 200 هجوم شنته قوات الدعم السريع. في الآونة الأخيرة، اقتربت هذه القوات من الأحياء السكنية في وسط المدينة، مما زاد من حدة التهديد لقيادة «الفرقة السادسة مشاة» التابعة للجيش.

أفاد سيّاح محليون بأن الوضع الإنساني في المدينة بلغ مرحلة خطيرة نتيجة انعدام الاحتياجات الأساسية وارتفاع أسعار السلع الغذائية، بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع. وفي هذه الأثناء، أعلن حاكم ولاية شمال دارفور، الحافظ بخيت، عن تقديم دعم إضافي للمساعدات الغذائية.

الوضع الإنساني المتفاقم

من جهة أخرى، صرحت منصات «الدعم السريع» بأنها تكثف من وجودها العسكري في مناطق بشمال دارفور لتشديد الضغط على الجيش وتعزيز استطاعتهم العسكرية في مناطق استراتيجية بهدف تأمين المدينة.

تقارير محلية أفادت بأن أعداداً كبيرة من المتطوعين في صفوف الجيش السوداني سلموا أسلحتهم وبدؤوا بمغادرة المدينة بسبب تدهور الأوضاع المعيشية.

دعوات للإجلاء

في تطور آخر، دعت «لجان المقاومة» في الفاشر السكان ومخيمات النازحين إلى مغادرة المدينة والابتعاد إلى المناطق الآمنة التي توفر المواد الغذائية والمائية.

قال الطاهر حجر، رئيس «تجمع قوى تحرير السودان»، عبر صفحته على فيسبوك، إن قوات تحالف السودان التأسيسي متواجدة لتأمين خروج المدنيين، وخاصة المرضى وكبار السن.

أعداد النازحين المتزايدة

على صعيد آخر، قامت قوات الفصائل المسلحة بإجلاء مئات الآلاف من المدنيين من الفاشر إلى مخيمات النازحين في منطقة طويلة وغيرها. منذ أشهر، تتواصل عمليات النزوح من المدينة المحاصرة.

وذكرت «المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين بإقليم دارفور» أن الآلاف من الذين نزحوا في حاجة ماسة للمساعدات الغذائية والدوائية. وقد اتهمت المنسقية الجيش باستخدام النازحين كدروع بشرية أثناء إنقاذهم من هجمات قوات الدعم السريع.

الخروج من الأزمة

أعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه العميق جراء تفاقم العنف في الفاشر والمناطق المحيطة بها. وطالب المجلس قوات الدعم السريع بالالتزام بوقف الحصار، داعياً إلى إنهاء النزاع فوراً.

وردت وكالات الإغاثة بأن أكثر من 70% من سكان الفاشر بحاجة ماسة للمساعدات. ومنذ ثلاثة أشهر، تم تسجيل حالات وفيات نتيجة الجوع والعطش، بالإضافة إلى تدفق الأسر الفارين من المدينة بسبب الأوضاع القاسية.

تصاعدت التوترات في الفاشر منذ أكتوبر، حيث تسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على المدينة في خضم قتال عنيف مع الجيش السوداني والقوات الحليفة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك