أعلنت شركة Tiberius Aerospace عن إطلاق منتجها الدفاعي الأول، صاروخ Sceptre TRBM 155HG، والذي يُعد قذيفة مدفعية عيار 155 ملم مجهزة بمحرك نفاث، مُصممة لتنفيذ مهام هجومية دقيقة على مسافات بعيدة.، وفقاً لموقع Army Recognition.
يمثل إطلاق صاروخ Sceptre نقطة تحول رئيسية في عالم الدفاع، حيث يوفر حلاً مبتكراً لمدافع الهاوتزر القياسية لحلف شمال الأطلسي “الناتو” بتكلفة منخفضة مقارنةً بالأنظمة الحالية. ومع تزايد التهديدات في ساحات المعارك، تتجلى أهمية المدفعية التي يمكنها الوصول إلى أهداف داخل العمق الاستراتيجي للعدو.
تقنية متطورة
صاروخ Sceptre TRBM 155HG هو قذيفة مدفعية نفاثة دقيقة التوجيه، تتيح توجيه ضربات على مسافات تتراوح بين 140 و160 كيلومتراً. يتم إطلاق هذه الذخيرة من أنظمة مدفعية تقليدية متوافقة مع معايير الناتو، وتستخدم نظام دفع نفاث يعمل بالوقود السائل الذي ينشط فور مغادرة السبطانة، مما يُمكّنها من الوصول إلى سرعات تصل إلى 3.5 ماخ وارتفاعات تزيد على 65 ألف قدم.
المحرك النفاث Ramjet يضغط الهواء الوارد بدلاً من التحرك بأجزائه، ما يستفيد من سرعة الذخيرة المستمرة خلال مسارها. تساهم هذه التقنية في تقليل قابلية التعرض للمعوقات التي قد تؤثر على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والحرب الإلكترونية.
دقة متناهية
صُمم صاروخ Sceptre ليكون سلاحًا دقيقًا، حيث يُحقق إمكانية خطأ دائرية (CEP) تقل عن 5 أمتار حتى في البيئات التي يشهد فيها نظام GPS تشويشًا. يتضمن الصاروخ نظام توجيه هجيني يجمع بين تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية والقصور الذاتي، مع تصحيح استهداف معزز بالذكاء الاصطناعي ورابط بيانات أثناء الطيران لتنسيق عمليات السرب.
يمر الصاروخ بمراحل مسار قياسية تشمل إشعال المحرك النفاث، وتحديث بيانات القياس عن بُعد، وتصحيح التوجيه النشط، وصولًا إلى الهبوط النهائي الذي يختتم بتفجير دقيق عبر فتيل قابل للبرمجة.
بديل استراتيجي
يُعتبر نظام Sceptre بديلاً موثوقًا للأنظمة الأكثر تكلفة من الناحية اللوجستية مثل نظام ER GMLRS ونظام المقذوفات بعيدة المدى للمناورة (LRMP) من شركة General Atomics. رغم أن نظام ER GMLRS يستطيع الوصول إلى مدى يشابه Sceptre، إلا أنه يحتاج إلى منصات إطلاق خاصة ويحمل رأسًا حربيًا أثقل بكثير.
نظام LRMP، رغم تصميمه لتوفير ضربات تقليدية تصل إلى 120 كيلومتراً، يفتقر لنظام الدفع النفاث الذي يتيح لـ Sceptre الوصول إلى مديات طويلة وسرعات عالية خلال مساره. تُعد قذيفة Nammo النفاثة عيار 155 ملم، تلك التي طُورت بالتعاون مع شركة “بوينغ”، مشابهة، لكنها تعتمد على الدفع بالوقود الصلب، مما يؤثر سلبًا على مرونة لوجستيات التزود بالوقود ومدة صلاحيتها.
تأثيرات جيوسياسية
نظام Sceptre يُعيد صياغة استراتيجية الهجمات العميقة في الصراعات المعاصرة، كونه يوفر بديلاً فعالاً من حيث التكلفة ضمن الذخائر. يسهم في تعزيز القدرة على الردع من خلال حرمان الخصوم من ملاذات آمنة داخل أراضيهم. كما يتيح تخفيض الاعتماد على القوة الجوية، وبالتالي تقليل المخاطر الناتجة عن الدفاعات الجوية المتطورة للدول المعادية مثل الصين وروسيا.
عسكريًا، يُمكّن النظام قادة الألوية من اتخاذ قرارات سريعة بشأن توجيه ضربات دقيقة، مما يُعقّد خطط العدو الدفاعية. وفيما يتعلق بالميزانية، نجد أن التكلفة منخفضة جدًا، حيث يُقلّ سعر نظام Sceptre عن 10% من تكلفة قذيفة GMLRS القياسية.
نموذج مستقبلي
يُعتبر صاروخ Sceptre TRBM 155HG ثورة في مجالات المدفعية بعيدة المدى، إذ يُمكّن القوات المتحالفة مع حلف الناتو من تنفيذ ضربات فعالة ومنخفضة التكلفة. في ظل التحديات التي تواجهها هذه القوات بسبب تحسين تقنيات الدفاع الجوي للخصوم، تُعتبر الذخائر الموجهة مثل Sceptre بدائل موثوقة تُقلّل المخاطر مع الحفاظ على القدرة التشغيلية العالية.