الأحد 8 يونيو 2025
spot_img

تحذيرات أميركية من صواريخ نووية صينية مستقبلية

حذرت وكالة استخبارات الدفاع الأميركية من أن الصين قد تجمع عشرات الصواريخ المدارية المزودة برؤوس نووية في غضون عشر سنوات، مما يشكل تهديدًا متزايدًا للولايات المتحدة.

وأوضحت الوكالة أن هذه الصواريخ ستتمكن من الوصول إلى الأراضي الأميركية في فترة زمنية أقصر بكثير مقارنة بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات التقليدية، وفقًا لموقع Eurasian Times.

لقد تم نشر هذا التحذير في رسم بياني أعدته وكالة استخبارات الدفاع الأميركية جاء قبيل بيان البيت الأبيض حول التهديدات الأمنية التي تواجه الولايات المتحدة.

نظام القصف المداري الجزئي

تتضمن التهديدات الصاروخية المتقدمة التي أوردها الرسم البياني، احتمالية توسع الصين وروسيا في تطوير صواريخ فضائية مسلحة نوويًا، والتي تُعرف بنظام القصف المداري الجزئي (FOBS).

هذا النظام يُعد صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات يُدخل مدارًا منخفض الارتفاع، قبل أن يعود لاستهداف أهدافه، مما يؤدي إلى تقليل وقت الطيران بشكل كبير مقارنة بالصواريخ التقليدية.

يمتاز نظام FOBS بقدرته على تنفيذ مسارات هجومية غير متوقعة، مما يجعله أكثر فاعلية في تجنب الدفاعات الجوية وأنظمة الإنذار المبكر.

تشير التوقعات إلى أن الصين قد تمتلك بحلول عام 2035 نحو 60 صاروخًا من هذا النوع، بينما قد تمتلك روسيا حوالي 12 صاروخًا.

التاريخ والتهديدات الإستراتيجية

ظهرت مخاوف من قواعد الإطلاق الأولى خلال الحرب الباردة، عندما كان الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة في حالة سباق تسلح فضائي. وقد طوّر السوفييت نظام FOBS في الستينيات، مع صاروخ R-36O.

تم تصميم هذا الصاروخ لتجنب أنظمة الرادار الأميركية، وتم نشره بين عامي 1968 و1983، ولكن تم إيقاف استخدامه تدريجيًا بفعل المعاهدات الدولية.

ومع ذلك، عادت المخاوف في عام 2021 عندما أجرت الصين تجربة لنظام FOBS بفعالية، حيث أطلقت صاروخًا من طراز Long March 2C يحمل مركبة انزلاقية عالية السرعة.

امتدت المركبة حول الأرض قبل العودة إلى الغلاف الجوي بسرعة تفوق سرعة الصوت، وهو تطور غير مسبوق.

عواقب وقلق “البنتاجون”

أدى تقييم نتائج التجربة إلى تحذيرات في “البنتاجون”. حيث أوضح مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة آنذاك، أنها كانت تجربة مهمة ومقلقة في ذات الوقت.

القلق الأساسي يكمن في تقليص الوقت المتاح للدفاعات الأميركية لاكتشاف وتوصيف أي ضربة نووية قبل اتخاذ قرار بالرد.

أوضح الرسم البياني أيضًا التحسينات المحتملة في قدرة الصين على نشر صواريخ باليستية مزودة برؤوس نووية، حيث يُتوقع أن يرتفع العدد من 400 صاروخ حاليًا إلى نحو 700 صاروخ بحلول عام 2035.

أما بالنسبة لروسيا، فقد يرتفع مخزونها من 350 صاروخًا إلى 400.

تطوير “القبة الذهبية”

تسعى الولايات المتحدة حاليًا لتطوير نظام “القبة الذهبية”، الذي يُعتبر خطوة دفاعية حيوية لحماية البلاد من أي تهديد صاروخي، بغض النظر عن مصدره.

أصدر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أمرًا بتنفيذ هذا البرنامج في يناير، حيث أكد على ضرورة الدفاع ضد التهديدات الصاروخية المتزايدة.

ستعتمد “القبة الذهبية” على شبكة معقدة من الأقمار الاصطناعية، وأنظمة رادار فضائية، وصواريخ اعتراضية، لضمان الاستجابة الفعّالة لأي اعتداء.

ستتولى قوة الفضاء مسؤوليات نشر وتنسيق هذه الشبكة الدفاعية المتطورة.

الأدوات والقدرات المستقبلية

أشار الأمر التنفيذي الذي أصدره ترمب إلى إمكانية تطوير قدرات اعتراض متعددة الطبقات، لمواجهة التهديدات من صواريخ تقليدية وفرط صوتية.

يتضمن المخطط أيضًا استخدام الأقمار الاصطناعية لتعقب الصواريخ الباليستية والسرعة الفائقة، مما يعزز من فعالية النظام المزمع تطويره.

ومن الجدير بالذكر أن الصين تمثل الخصم الرئيسي الذي تسعى الولايات المتحدة إلى مواكبة تحركاته التقنية، لذا فإن تطوير “القبة الذهبية” يعد جزءًا من استراتيجيتها الدفاعية الشاملة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك