نددت «نقابة الصحفيين السودانيين» في بيانها يوم السبت بالتحريض الذي تعرضت له الصحافية مها التلب، مراسلة فضائية «الشرق»، مشيرة إلى أن هذا الحادث يأتي ضمن سلسلة من حملات التحريض التي استهدفت مجموعة من الصحافيين، منهم لينا يعقوب، مراسلة فضائية «العربية»، والآخرون، في محاولة لإسكات «الأصوات الحرة» وتحريف الصورة الإعلامية في البلاد.
القيادي الإسلامي والوزير السابق عبد الماجد عبد الحميد، رئيس تحرير صحيفة «مصادر»، قام باجتزاء تقرير صحافي بثته قناة «الشرق» يوم الجمعة، واستخدمه لتحريض جهاز المخابرات العامة ووزير الإعلام ضد الصحافية مها التلب.
تحريض مستنكر
عبد الحميد اتهم «جهة ما» في الدولة السودانية بحماية مها التلب، متسائلاً: «من يقف وراء مراسلة (الشرق) في السودان؟» واصفًا تغطيتها للأحداث بأنها تتجاوز الجرأة. ودعا الوزير السابق إلى «تصفية» أي صحافي ينقل أي معلومات، حتى لو كانت بسيطة، عن أي معارض.
استنكر بيان «نقابة الصحفيين» هذه الأفعال، ووصفها بـ”الممارسات المشينة»، مشيرة إلى أنها تصدر ممن يُفترض فيهم احترام أخلاقيات المهنة. كما أشادت النقابة بشجاعة الصحافيين السودانيين في أداء واجبهم المهني رغم المخاطر المرتبطة به.
استهداف ممنهج
وعدت النقابة بأن استهداف مها التلب هو جزء من حملة «ممنهجة» خطيرة، تتزامن مع أجواء مشحونة بالاستقطاب الحاد وخطاب الكراهية، مما يُشكل تهديداً مباشراً على سلامتها. وتعتبر النقابة هذها الاستهداف جزءاً من حملة مستمرة ضد الصحافيين منذ انقلاب أكتوبر 2021.
نشط أعضاء الحركة الإسلامية في شن حملات تحريض ضد الصحافيين والنشطاء الذين يرفضون الحرب. وشملت هذه الحملات التهديد بالقتل وتحريض الأجهزة الأمنية، مما يبرز البيئة القمعية التي يواجهها الصحافيون في تلك الفترة.
حملة تضامن فعالة
نظم الصحافيون حملة تضامن مع مها التلب، مشددين على رفضهم لمحاولات التهديد والترهيب، معتبرين أن هذا الموقف يُعبر عن اعتزازهم بحماية حرية الصحافة. النقابة رأت في هذا التجاوب تأكيداً على أنه لا يمكن إسكات الصحافة الحرة.
دعت «نقابة الصحفيين» المنظمات الحقوقية، بما فيها «لجنة حماية الصحفيين»، إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضمان سلامة الصحافيين السودانيين. وخلال العام الماضي، وثقت النقابة 110 حالات انتهاك ضد الصحافيين، تضمنت 28 حالة تهديد، 11 منها موجهة ضد صحافيات.
تدهور الوضع الصحفي
في ندوة صحافية مؤخراً، أوضحت مسؤولة الحريات في النقابة، إيمان فضل السيد، أن الانتهاكات ضد الصحافيين زادت بشكل مقلق خلال فترة الحرب، مع وقوع 21 حالة قتل. كما بينت أن 90% من المؤسسات الإعلامية السودانية توقفت عن العمل، وتعرضت مقارها للتدمير.
طبقاً لبيانات النقابة، تم اعتقال 40 صحافياً، بينهم 6 صحافيات، فيما تعرض 69 صحافياً، بينهم 13 صحافية، للاختفاء القسري أو الاحتجاز منذ بداية الحرب في 15 أبريل 2023. وتبين هذه المعطيات صورة معقدة وصعبة للغاية تعكس الوضع الحالي للصحافة في السودان.