يستعد الجيش الأميركي لنشر نظام صواريخ LRHW المعروف رسميًا باسم “Dark Eagle”، والذي يتجاوز سرعته 5 ماخ، وذلك بنهاية عام 2025. تمثل هذه الخطوة تحولًا رئيسيًا في الاستراتيجية العسكرية الحديثة، حيث تدخل الولايات المتحدة رسميًا سباق الأسلحة فرط الصوتية الذي تُسيطر عليه حاليًا الصين وروسيا، وفقًا لموقع Army Recognition.
تشير هذه الخطوة إلى تأثير عميق على قدرات الجيش الأميركي والتوازن الاستراتيجي العالمي، فيما يعد LRHW أحد أكثر أنظمة الأسلحة فرط الصوتية تقدمًا التي طورها الجيش الأميركي.
تصميم فريد
نُظمت هذه المنظومة كمنصة يمكن إطلاقها من شاحنات، حيث تجمع بين نظام تعزيز ثنائي المراحل يعمل بالوقود الصلب وجسم انزلاقي فرط صوتي (C-HGB)، مما يمكن الصاروخ من الانطلاق بسرعات تفوق 5 ماخ، والوصول إلى أهداف على بعد يزيد عن 2775 كيلومترًا.
تعرف مركبة الانزلاق بأنها نوع من المركبات غير المأهولة القادرة على المناورة بسرعة تفوق سرعة الصوت، وتمتاز بقدرتها على تجنب الكشف والاعتراض من قبل أنظمة الدفاع الجوي الحالية.
ضربات دقيقة
تشكل هذه الميزات قاعدة لتعزيز قدرة الولايات المتحدة على تنفيذ ضربات دقيقة في مناطق التوتر مثل المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا الشرقية.
يتم نشر نظام Dark Eagle ضمن فرقة العمل متعددة المجالات الأولى التابعة للجيش الأميركي، التي تُصمم لمتابعة العمليات في المجالات السيبرانية، الفضاء، الجو، الأرض والبحر.
يتماشى هذا النشر مع جهود وزارة الدفاع الأميركية لتحديث قدرات إطلاق الصواريخ بعيدة المدى واستعادة التوازن العسكري مع القوى المنافسة.
الاستجابة العالمية
أكد الجيش الأميركي أن أول بطارية كاملة من صواريخ Dark Eagle ستدخل الخدمة بحلول عام 2025، وذلك بعد نجاح تجربة الطيران التي أُقيمت في ديسمبر الماضي بكاب كانافيرال، مما يثبت جاهزية النظام التقنية والإجراءات اللازمة لنشره ميدانياً.
علي الصعيد العالمي، يعد نشر نظام Dark Eagle استجابة محسوبة لتزايد ترسانات الأسلحة فرط الصوتية لدى الصين وروسيا.
تمكنت بكين وموسكو بالفعل من دمج أنظمة أسلحة فرط صوتية في قواتهما الاستراتيجية، مثل نظام DF-17 الصيني، الذي يُعتبر جزءً أساسيًا من قوة الجيش الصيني.
تطور ملحوظ
يُظهر النظام الصيني DF-17 قدرة متميزة على تجاوز الدفاعات الجوية المتقدمة من خلال استخدامه لمركبة انزلاقية فرط صوتية، مع مدى يتراوح بين 1500 و2000 كيلومتر.
كما دخلت البحرية الصينية في تطوير صاروخ YJ-21 المضاد للسفن، والذي يُعتبر أيضًا فرط صوتي ويستهدف أهدافًا بعيدة المدى.
من جانبها، واصلت روسيا تطوير قدراتها في هذا المجال من خلال مركبة Avangard الانزلاقية، التي تصل سرعتها إلى 20 ماخ، وصاروخ Kinzhal، الذي طُبق في المعارك الحقيقية.
استراتيجية محسوبة
بالمقارنة مع الدول الأخرى، اتبعت الولايات المتحدة نهجًا أكثر حذرًا في تطوير الأنظمة فرط الصوتية، حيث أدت التأخيرات والقيود المالية إلى بطء في التقدم.
لكن مع اقتراب نشر نظام Dark Eagle وظهور أنظمة إضافية عبر البحرية والقوات الجوية الأميركية، يتضح أن القدرة الأميركية على نشر الأسلحة فرط الصوتية قد استعادت قوتها.
ومع ذلك، يبقى هناك الكثير من التحديات، مثل ضمان فعالية هذه الأنظمة في سياقات القتال الفعلية ومشكلات الاندماج مع أنظمة القيادة العسكرية.
أهمية استراتيجية
رغم هذه العقبات، فإن أهمية النظام Dark Eagle لا يمكن إغفالها. فإطلاقه يُعد رسالة قوية للمنافسين والحلفاء على حد سواء، حيث تعزز من موقف الولايات المتحدة كمنافس رئيسي في سباق الأسلحة فرط الصوتية.
تمنح هذه المنظومة الجيش الأميركي أداة فعالة لضرب أهداف استراتيجية في عمق المناطق المحظورة، مما يقلل من الضغوط المحتملة قبل استخدامها من قبل الخصوم.
في النهاية، يمثل نشر Dark Eagle نقطة تحول استراتيجية تعيد تحديد دور الجيش الأميركي في تنفيذ الضربات الدقيقة بعيدة المدى، الأمر الذي يعيد تشكيل استراتيجيات القوة في عالم مليء بالتحديات السياسية والعسكرية.