الأحد 16 مارس 2025
spot_img

GL-6.. الصين تكشف عن نظام حماية نشط جديد للدبابات

عرضت وسائل الإعلام الصينية مؤخراً مشاهد لاختبارات نظام الحماية النشطة الجديد GL-6، الذي تم تصميمه لتعزيز دفاع الدبابات والمركبات المدرعة الصينية ضد التهديدات المتقدمة مثل الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، والقنابل الصاروخية، وأحدثها الطائرات المسيّرة الانتحارية.

قدرات النظام

أظهرت التجربة قدرة النظام على اعتراض القذائف الواردة من زوايا فوق الرأس والأفق، مما يبرز إمكانيته في حماية المركبات المدرعة من مختلف زوايا الهجوم. وقد أثبت النظام قدرته على مواجهة عدة تهديدات في وقت واحد من خلال اعتراض قذيفتين قادمتين من اتجاهين مختلفين، وهو ما يمثل خطوة كبيرة في تكنولوجيا أنظمة الحماية النشطة.

خلال الاختبار، وعلى الرغم من أن محاكي الدبابة أظهر علامات واضحة على الضرر، مع وجود انبعاجات على دروعها، فإن هذه الأضرار لم تكن كارثية. ومن المهم الإشارة إلى أن قدرة نظام GL-6 على إيقاف القذائف قبل وصولها إلى المكونات الحرجة للمركبة تعني أن هناك بعض الضرر الخارجي الذي يمكن أن يحدث دون التأثير على القدرة التشغيلية للدبابة.

إغفال الهجوم بالطائرات المسيّرة

من المثير للاهتمام أن التوضيحات المتعلقة بالأداء العام لـGL-6 لم تتناول فعالية النظام ضد الطائرات المسيّرة الانتحارية، التي تمثل تهديداً متزايداً القوات العسكرية في جميع أنحاء العالم. حيث اعتمدت الأطراف المتحاربة في الحرب الأوكرانية بشكل كبير على الطائرات المسيّرة لتنفيذ الهجمات المستهدفة، مما يأكد التغير الواضح في ديناميكيات ساحات المعركة الحديثة.

تحدياً، يمكن للطائرات المسيّرة، التي يسهل استخدامها وبتكاليف قليلة، تجاوز نظم الدفاع الجوي التقليدية وهي صعبة الاكتشاف، خاصة عند التحليق على ارتفاعات منخفضة أو في أسراب. وهو ما يزيد من تحدي حماية المركبات حتى تلك المجهزة بأنظمة حماية نشطة متقدمة.

التقنيات المستخدمة

يستخدم نظام GL-6 مزيجاً من الرادار، والأشعة تحت الحمراء، وأجهزة الاستشعار البصرية لاكتشاف التهديدات القادمة على مسافات طويلة، حتى في ظروف بيئية صعبة مثل الأمطار الغزيرة أو الضباب. تعمل هذه المستشعرات بشكل متزامن لتتبع القذائف وتقييم خطر الاصطدام، مما يتيح للنظام اتخاذ قرارات تلقائية بشأن إجراءات الرد.

على عكس تقنيات الحماية النشطة القديمة، التي كانت تتطلب تدخلاً يدويًا أو كانت تمتلك مدى محدوداً، يستطيع GL-6 العمل بشكل مستقل وسريع، مما يجعله فعالاً جداً في البيئات ذات التهديد العالي. يمكن لنظام الرادار اكتشاف الصواريخ القادمة من عدة كيلومترات بعيداً، مما يعطي طاقم المركبة الوقت الضروري للرد.

استراتيجية متعددة الأهداف

تتمثل إحدى المزايا الأساسية لنظام GL-6 في قدرته على استهداف تهديدات متعددة في وقت واحد. على عكس أنظمة الحماية النشطة التقليدية، التي غالباً ما تواجه صعوبة في السيناريوهات المعقدة التي تتعرض فيها لعدة قذائف من زوايا متنوعة، تم تصميم الـGL-6 ليقوم بتحديد هذه التهديدات وتحييدها دون فقدان الفعالية.

خلال الاختبارات، تم إثبات أن النظام يمكنه تتبع واعتراض مشروعين قادمين من زوايا مختلفة في آن واحد. وهذه الخطوة تمثل تقدماً مهماً، حيث أن معظم أنظمة الحماية النشطة التقليدية لم تكن قادرة على التعامل مع أكثر من تهديد واحد في الوقت نفسه.

تطبيقات النظام

تم تصميم GL-6 لحماية مجموعة واسعة من المركبات المدرعة الصينية، بما في ذلك دبابة Type 99 ودبابة المشاة ZBL-09. وتُعتبر هذه المركبات من بين الأكثر تقدماً في ترسانة الصين، ويتم تحديثها بشكل منتظم مع التكنولوجيا الجديدة.

على سبيل المثال، تتوفر في دبابة Type 99، الدبابة الأكثر تقدماً في الصين، دروع مركبة، ومدفع قوي عيار 125 ملم، فضلاً عن مجموعة من نظم الحرب الإلكترونية. ومن خلال دمج GL-6 في هذه المركبات، تضمن الصين حماية أفضل ضد الأسلحة المتقدمة المضادة للدبابات التي أثبتت فعاليتها في النزاعات الأخيرة.

التحديات والمنافسة العالمية

رغم أن تكنولوجيا الصواريخ المضادة للدبابات تتطور بشكل سريع عالميًا، يُنظر إلى تطوير الصين لأنظمة الحماية النشطة كعنصر حاسم في استراتيجية تحديث جيشها. ومع ذلك، يجب مقارنة نظام GL-6 مع أنظمة الحماية النشطة المعروفة مثل Trophy من إسرائيل وArena من روسيا.

يُعتبر نظام Trophy على نطاق واسع من بين أنظمة الحماية النشطة الأكثر تقدمًا وقد أثبت فعاليته في المعارك في أماكن مثل غزة والضفة الغربية. تستخدم القوات الإسرائيلية الدبابات والمركبات المدرعة المجهزة بنظام Trophy لاعتراض وتحييد الصواريخ الواردة.

بينما يتم دمج Arena على دبابات روسية مثل T-90 وT-14 Armata. يستخدم Arena مزيجًا من أجهزة الاستشعار الرادارية والبصرية لاكتشاف واعتراض القذائف الواردة، ويُعرف بقدرته على التعامل مع تهديدات سريعة متعددة.

يُعد GL-6 حديث العهد في سوق أنظمة الحماية النشطة عالميًا، ولم يخضع بعد لنفس مستوى الاختبار الميداني أو الاستخدام القتالي مثل Trophy أو Arena. ومع ذلك، فإنه يمثل خطوة تكنولوجية مهمة للصين، ويشير إلى تصميم البلاد على تقليص الاعتماد على التكنولوجيا الدفاعية الأجنبية وتطوير نظم محلية.

استشراف المستقبل

لقد حققت صناعة الدفاع الصينية تقدمًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، خاصة في مجالات تكنولوجيا الصواريخ والطائرات المسيّرة، ويندرج نظام GL-6 في هذه الاستراتيجية الأوسع لمواجهة تهديدات الصواريخ المتقدمة. من الواضح أن المستقبل سيشهد تأثير التطورات في استخدام الطائرات المسيّرة على تكنولوجيا أنظمة الحماية النشطة.

سيتعين على مثل هذه الأنظمة، بما في ذلك GL-6، التطور لمواجهة تهديدات الطائرات المسيّرة، وقد يشمل ذلك تكامل أنظمة الحماية النشطة مع تدابير مكافحة الطائرات المسيّرة، ربما من خلال التعاون مع أنظمة الحرب الإلكترونية، لتشكيل استراتيجية دفاع متعددة الطبقات قادرة على التعامل مع القذائف والطائرات المسيّرة.

حتى الآن، يمثّل GL-6 لمحة عن الإمكانيات العسكرية المتزايدة للصين. ومع ذلك، يبقى أن نرى ما إذا كان سيحقق نفس نجاح أنظمة الحماية النشطة الأخرى في المعارك، إذ لا يزال GL-6 يعد نظامًا متقدمًا واعدًا، ولكن الاختبار الحقيقي سيكون عندما يواجه مجموعة كاملة من التهديدات الحديثة، بما في ذلك الخطر المتزايد لهجمات الطائرات المسيّرة.

تعتبر أنظمة الحماية النشطة مثل GL-6 عاملًا محوريًا في مستقبل الحروب المدرعة، حيث تقدم طبقة محسّنة من الدفاع في بيئات قتالية تتزايد تعقيدًا. مع استمرار تطور التكنولوجيا العسكرية، ينبغي أن تتطور أيضًا الأنظمة التي تحمي المركبات الأكثر تقدمًا في ساحة المعركة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك