الأربعاء 12 مارس 2025
spot_img

Cerberus.. روسيا تكشف عن منظومة جديدة للتحكم في أسراب الطائرات المسيرة

ضمن الصناعة العسكرية الروسية، يعمل مكتب تصميم ستاروسكولي “Reanimator” على تطوير مشروع عسكري طموح يسمى “سيربيروس – Cerberus”، وهو نظام لإدارة سرب من الطائرات المستخدمة في الحروب المستقلة باستخدام الألياف الضوئية وهو ما يمثل تقدماً ملحوظاً في تكنولوجيا الحروب ذاتية التشغيل.

عرض أولي في أغسطس

من المقرر أن يتم العرض الأولي للجمهور لنظام “سيربيروس” في أغسطس المقبل خلال منتدى “الجيش-2025″، وفقاً لتقرير من وكالة الأنباء الروسية “إزفيستيا”.


يُطوَّر “سيربيروس” كمنصة متنقلة مثبتة على هيكل شاحنة تحتوي على ستة إلى اثني عشر حظيرة للطائرات بدون طيار، تتصل عبر الألياف الضوئية. هذه الهيكلية لا تقتصر على النقل فحسب، بل تخلق وحدة قتالية مكتفية ذاتياً.

تم تصميم الطائرات ضمن نظام “سيربيروس” لأداء مجموعة واسعة من المهام، بما في ذلك الاستطلاع والمراقبة، بالإضافة إلى الهجمات المباشرة باستخدام الذخائر. يعتبر دمج الذكاء الاصطناعي جانباً أساسياً في المشروع، مما يسمح لسرب الطائرات بالعمل ككيان واحد، يتكيف ديناميكياً مع ظروف ساحة المعركة.

الذكاء الاصطناعي والتوجيه الذاتي

يفيد أحد مستندات المشروع أنه “إذا لزم الأمر، يمكن برمجة وحدة الذكاء الاصطناعي لأداء المهام بشكل مستقل”. يعني هذا أن المشغلين البشريين سيشاركون بشكل أساسي في المراقبة وإجراء التعديلات بدلاً من التحكم المباشر.

يصف ميخائيل كليمتشوك، المدير التنفيذي لمكتب “Reanimator” نظام “سيربيروس” بأنه لا يعمل فقط كمنصة إطلاق، بل أيضاً كمركز تحكم شامل للطائرات المسيرة، مؤكدا أن المنظومة بالنسبة للطائرات تمثل: “غذاؤهم، ودماغهم، وحظيرتهم”، مشيراً إلى دور النظام كقاعدة لوجستية ومركز قيادة تكتيكي.

قدرات العمل المتناغم

في السيناريوهات التشغيلية، يمكن للطائرات في “سيربيروس” العمل في أزواج. قد تقوم طائرة واحدة بعمليات الاستطلاع، مع تحديد الأهداف، بينما تتعامل الطائرة الأخرى مع تلك الأهداف إما من خلال الضربات الصاروخية أو، في الحالات القصوى عن طريق الاصطدام والتدمير الذاتي لتدمير الهدف. تعزز هذه القدرة المزدوجة من فعالية النظام في مختلف المواقف القتالية.

علاوة على التطبيقات القتالية المباشرة، يحمل “سيربيروس” إمكانيات أوسع للاستخدامات. يمكن أن يُستخدم في جمع المعلومات الاستخبارية، وتحديد الأهداف بدقة للقدرات العسكرية الأخرى، فضلاً عن الأدوار الدفاعية. على سبيل المثال، يمكنه نشر خدع حرارية لخداع الصواريخ المعادية أو التنسيق مع أنظمة الدفاع الجوي لبناء شبكة دفاعية أكثر قوة.

توجهات تكنولوجية متقدمة

تشير تطويرات “سيربيروس” من قبل “Reanimator” في ستارووسكول إلى استمرار الدفع الروسي نحو دمج تقنيات متقدمة في قدراته العسكرية. ومع اقتراب المشروع من الكشف العام، لا يعرض فقط إمكانيات سرب الطائرات في الحرب الحديثة، بل يثير أيضًا تساؤلات حول مستقبل الاشتباكات العسكرية حيث تلعب الذكاء الاصطناعي والاستقلالية أدواراً متزايدة الأهمية.

أصبح تكتيك سرب الطائرات قاعدة متزايدة الأهمية في مشهد التكنولوجيا العسكرية، حيث يقدم طرقاً جديدة للسيطرة على السماء وساحة المعركة. تتضمن هذه التكتيكات تنسيق عدد من الطائرات للعمل كوحدة جماعية، مستفيدة من أعدادهم لتحقيق أهداف يصعب على طائرة واحدة تحقيقها وحدها.

الذكاء الجماعي للطائرات

يتصدر مفهوم الذكاء الجماعي للطرادات سلوك الطائرات التي تحاكي سلوك أسراب طبيعية كالنحل أو النمل. من خلال خوارزميات متطورة، يمكن لكل طائرة اتخاذ قرارات بناءً على بيانات محلية، متواصلة مع الأخرى لتنفيذ المهام بكفاءة. يقلل هذا التحكم المركزي من خطر فشل العملية الكاملة بسبب فقدان طائرة فردية أو نقطة تحكم.

تُستخدم طائرات السرب بشكل أساسي في الاستطلاع والمراقبة. من خلال الانتشار عبر منطقة واسعة، يمكن لهذه الطائرات توفير رؤية شاملة في الوقت الحقيقي لساحة المعركة، مما يعزز الوعي بالموقف. هذه القدرة مفيدة بشكل خاص في التضاريس المعقدة أو البيئات الحضرية حيث قد تفشل الطرق التقليدية.

التحديات والاعتبارات الأخلاقية

ومع هذه القدرات تواجه المنظومة تحديات كبيرة، وذلك بتطور تقنيات مكافحة الطائرات، بما في ذلك الحرب الإلكترونية لتعطيل الاتصالات، والأسلحة ذات الطاقة الموجهة، أو الوسائل الفيزيائية مثل الشباك لالتقاط الطائرات بدون طيار. تمثل الأمن السيبراني أيضاً منطقة حرجة، لضمان عدم اختطاف أو تلاعب السيطرة على السرب من قبل خصوم.

تتضمن القضايا الأخلاقية والقانونية لاستخدام أسراب الطائرات المستقلة في القتال أيضاً نقاشات فيما يتعلق بالمسؤولية، والامتثال لقواعد الحرب، وإمكانية حدوث أضرار غير مقصودة للمدنيين، وهي قضايا تحتل صدارة المناقشات الدولية.

نظرة عالمية على التطورات

على المستوى العالمي، تتصدر عدة دول هذا المجال، حيث تعمل الولايات المتحدة، الصين، روسيا، وإسرائيل على تطوير واختبار تطبيقات أسراب الطائرات للاستخدامات العسكرية والمدنية على حد سواء. بالإضافة إلى ذلك، تساهم الشركات الخاصة أيضاً في تطور هذه التكنولوجيا، دافعة الحدود لما يمكن أن تحققه أسراب الطائرات.

اقرأ أيضا

اخترنا لك