الأربعاء 5 فبراير 2025
spot_img

ماسك يدعو فاراج للتنحي عن قيادة حزب الإصلاح

في خطوة مفاجئة تعكس تدخلاً ملحوظًا في السياسة البريطانية، دعا الملياردير الأميركي إيلون ماسك السياسي البريطاني نايجل فاراج للتنحي عن رئاسة حزب الإصلاح اليميني. تأتي هذه التصريحات وسط أجواء تعتيم حزبي وتأزيم سياسي.

دعوة ماسك للتنحي

أعلن ماسك، الذي سيتولى إدارة الكفاءة الحكومية عقب تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، عبر منصته الاجتماعية “إكس”، أن “حزب الإصلاح بحاجة لقائد جديد. فاراج لا يمتلك القدرات اللازمة”. يعد هذا التحول في موقف ماسك بمثابة انقلاب بعد إعلانه سابقًا أن فاراج هو الوحيد القادر على “إنقاذ بريطانيا”. كما نشر ماسك صورة له مع فاراج الشهر الماضي.

وأشار ماسك أيضًا إلى احتمال دعمه المالي الكبير لحزب الإصلاح، الذي قد يتجاوز 100 مليون جنيه إسترليني (125 مليون دولار) للمنافسة ضد الحزبين السائدين “العمال” و”المحافظين” في بريطانيا.

فاراج ينفصل عن التصريحات

يخوض ماسك حملة موسعة ضد الحكومة البريطانية التي يقودها رئيس الوزراء كير ستارمر، حيث يتهمه بكبح حرية التعبير. كما طالب ماسك بالإفراج عن ستيفن ياكسلي لينون، المعروف باسم تومي روبنسون، والذي يقضي عقوبة السجن بسبب ازدراء المحكمة. وينأى فاراج بنفسه عن دعم ماسك لروبنسون، مبينًا أن “موقفي لا يزال أن تومي روبنسون غير مناسب لحزب الإصلاح، ولن أتخلى أبداً عن مبادئي”.

بينما تتزايد الضغوط على الحكومة البريطانية، يُظهر ماسك اهتمامًا متزايدًا بالقضايا السياسية، مسلطًا الضوء على الفشل الحكومي في التعامل مع فضيحة استغلال الأطفال في أولدهام.

مساعي مكافحة الاستغلال

يرتكب ماسك هجومًا لاذعًا على الحكومة، مشيرًا إلى أنها لم تستجب لطلب تحقيق عام في فضيحة استغلال الأطفال. كما يتهم ستارمر بعدم تحقيق العدالة بعيدًا عن دعوات التحقيق. وفي الوقت الذي يسعى فيه الوزير ويس ستريتنغ لوضع النقاط على الحروف، أعلن أن الحكومة تأخذ مسألة الاستغلال على محمل الجد وتدعم التحقيقات رغم الانتقادات الموجهة لموقف ماسك.

جاء ذلك بالتوازي مع تقرير صادر في 2022، ذكر أن الوكالات المحلية خذلت الأطفال، لكنه لم يجد دليلًا على وجود تستر من قبل الحكومة.

الاحتجاجات والمظاهرات اليمينية

يظهر ماسك اهتمامًا ملحوظًا بالمشهد السياسي البريطاني منذ فوز حزب العمال بأغلبية في يوليو 2024، حيث أعاد نشر الانتقادات ضد الحكومة مطالبًا بإجراء انتخابات مبكرة.

كما عبّر ماسك عن قلقه من “حرب أهلية” محتملة، محذرًا من تداعيات التخفيضات في حقوق المتظاهرين، واصفًا المعاملة غير المتساوية للمتظاهرين في القضايا الاجتماعية.

ردود الفعل على تدخلات ماسك

تثير تدخلات ماسك الخارجية، خصوصًا في أوروبا، ردود فعل غاضبة. فقد انتقد المستشار الألماني أولاف شولتس تصريحاته مؤخراً معبرًا عن رفضه لاستنتاجات ماسك المتعلقة بالسياسة الأوروبية. وأكد شولتس أن قرار الانتخابات في ألمانيا يُتخذ وفق إرادة المواطن، وليس تبعًا لتصريحات ملياردير خارجي.

في سياق متصل، أكد شولتس على قوة الديمقراطية الألمانية، مشيرًا إلى أن حزب البديل من أجل ألمانيا يواصل دعمه من قبل ماسك، وهو ما يجعله موضوعًا جدليًا في السياسة الألمانية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك