الخميس 13 مارس 2025
spot_img

الفصل العنصري.. سر توتر علاقة “كارتر” مع إسرائيل

توفي الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر عن عمر يناهز 100 عام في منزله بولاية جورجيا، في وقت تتصاعد فيه التوترات في الشرق الأوسط، مما يثير تساؤلات حول العلاقة المضطربة بينه وبين إسرائيل التي استمرت لعديد من العقود.

توفي كارتر، الذي شغل منصب الرئيس الأمريكي من 1977 إلى 1981، يوم الأحد كما أعلنت مؤسسته غير الربحية. وكانت وفاته تأتي في سياق إقليمي متوتر مع استمرار الحرب الإسرائيلية على عدة جبهات.

خلال فترة رئاسته، لعب كارتر دور الوساطة المحوري في اتفاق السلام التاريخي بين إسرائيل ومصر عام 1978، الذي أسفر عن توقيع معاهدة كامب دافيد، وهو أول اتفاق سلام بين إسرائيل وأي دولة عربية.

استمرت مفاوضات كامب دافيد لنحو 13 يوما، حيث قدم كارتر 23 نسخة للاتفاق، وفضل التواصل مع كل طرف على حدة بعد إدراكه أن الحوار المباشر بينهما لن يحقق النتائج المرجوة.

ترتيبات كامب دافيد

في عام 1978، على الرغم من تحذيرات مستشاريه، دعا كارتر رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن والرئيس المصري أنور السادات إلى منتجع الرئاسة في كامب دافيد بالولايات المتحدة.

كان أداء كارتر السياسي في تلك المرحلة في أدنى مستوياته، حيث كانت الولايات المتحدة تعاني من أزمة اقتصادية، ومع ذلك تمكن من تحقيق النجاح في إرساء اتفاق بين الأطراف المتنازعة.

سعى كارتر من خلال الاتفاق إلى إدخال جدول زمني لإنهاء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، رغم أن هذه القضية تأجلت في الاتفاق النهائي.

انتقادات كارتر

على الرغم من إنجازاته، تدهورت العلاقة بين كارتر وإسرائيل في السنوات اللاحقة بسبب انتقاداته المستمرة لسياسات قادتها، وفقًا لما ذكرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

توجت انتقادات كارتر بكتاب نشره عام 2006 بعنوان “فلسطين: السلام لا الفصل العنصري”، والذي أثار جدلاً واسعاً، حيث اتهمه البعض بمعاداة السامية بينما اعتبره آخرون تحدياً محموداً للموروث السياسي.

استمر كارتر في انتقاد سياسة إسرائيل بخصوص المستوطنات، وشجب وجود اليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وكان استخدامه لمصطلح “فصل عنصري” في وصف الوضع بين إسرائيل والفلسطينيين من أبرز النقاط التي أثارت غضباً كبيراً.

زيارة ورسالة سياسية

رغم تراجعه لاحقًا عن استخدام مصطلح “فصل عنصري”، فإن الجدل حول الكتاب لم يتلاش حتى الآن. في عام 2015، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقاء كارتر خلال زيارته لإسرائيل.

عبر كارتر عن اعتقاده بأن حل الدولتين أصبح بعيد المنال مادام نتنياهو في الحكم، مشيدًا من ناحية أخرى بجهود حركة حماس في إحلال السلام رغم تصنيفها كمنظمة إرهابية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك