spot_img
الثلاثاء 30 ديسمبر 2025
20.4 C
Cairo

سفن “Trump” تهدد إعادة إحياء البوارج الحربية

spot_img

شهدت صناعة الدفاع البحرية تحولًا جديدًا مع الإعلان عن خطط الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لإطلاق بارجة حربية جديدة تتبع فئة “ترمب” ضمن مبادرة “الأسطول الذهبي”. تأتي هذه التطورات في وقت يعاد فيه تقييم دور البوارج في العالم الحديث، رغم التصورات السائدة حول تقدم أنظمة الصواريخ والطائرات المسيّرة.

التكنولوجيا المتقدمة

ستكون بارجة “ترمب” نموذجًا متطورًا، حيث تم تصميمها لتكون سفينة حربية ضخمة مزودة بمدافع كهرومغناطيسية (Railguns) وعشرات الصواريخ المتطورة. يُتوقع أن تُشكل هذه البارجة تحديًا للعقائد البحرية المعمول بها منذ عقود. وفقًا لمجلة The National Interest، لم تستخدم البوارج في العمليات البحرية الفعلية منذ نحو 80 عامًا.

ويمكن أن تُستكمل عملية بناء السفينة USS Defiant من فئة Trump قريبًا، حيث أنها تتضمن مجموعة متنوعة من الأسلحة، ومن المتوقع أن تكون جاهزة للعمل في غضون عامين ونصف، كما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية BBC.

البوارج في التاريخ

قبل الحرب العالمية الأولى، كانت البوارج تُعتبر أقوى عناصر البحرية، وأسهمت في سباق التسلح بين بريطانيا وألمانيا. أدى هذا التنافس إلى توتر العلاقات بين القوتين وأسفر عن اندلاع “الحرب العظمى”.

شهدت هذه الفترة، دخول العديد من البوارج من طراز “دريدنوت” Dreadnought إلى الخدمة، مما ساهم بتفوق البحرية البريطانية. ورغم أن الحرب شهدت معركة بحرية واحدة كبرى فقط، وهي معركة يوتلاند عام 1916، حيث حققت بريطانيا انتصارًا استراتيجيًا على الأسطول الألماني، إلا أن البوارج ظلت تمثل القوة الرئيسية آنذاك.

تراجع البوارج

بينما كانت القياسات البحرية تقاس بعدد البوارج، فقد تراجعت أهميتها بسرعة في السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية، حيث بدأت الطائرات، التي غالبًا ما يتم إطلاقها من حاملات الطائرات، بالتفوق عليها.

في 10 ديسمبر عام 1941، بعد ثلاثة أيام من هجوم بيرل هاربر، قامت الطائرات اليابانية بإغراق البارجة البريطانية “إتش إم إس برنس أوف ويلز” والطراد القتالي “إتش إم إس ريبالس”، مما أظهر تطور القوى البحرية.

اختتمت حقبة البوارج بحادثة رمزية في 7 أبريل 1945، حينما تخوض البارجة اليابانية “ياماتو” معركة ضد مئات الطائرات الأميركية. وبعد الحرب، أخرجت معظم القوات البحرية حول العالم البوارج من الخدمة بشكل كبير.

البوارج اليوم

استمرت البحرية الأميركية في الاحتفاظ بعدد محدود من البوارج لأدوار ثانوية، لكن ظهور الصواريخ والطائرات المسيّرة شدد على عدم جدواها العسكرية. إذ تعتبر البوارج ضخمة ومكلفة، ولا تقدم الكثير من الفوائد القتالية.

على الرغم من ذلك، فإن بارجة فئة “ترمب” تعيد إحياء النقاش حول مفهوم البوارج، ويبقى السؤال مطروحًا حول مدى فعاليتها في ساحات المعارك في المستقبل.

اقرأ أيضا

النشرة الإخبارية

اخترنا لك