spot_img
الإثنين 29 ديسمبر 2025
14.4 C
Cairo

بلغاريا تنضم لمنطقة اليورو رغم مخاوف التضخم

spot_img

تستعد بلغاريا للانضمام إلى منطقة اليورو يوم الخميس المقبل، مما يجعلها الدولة الحادية والعشرين التي تتبنى العملة الأوروبية الموحدة. يأتي ذلك وسط مخاوف تتعلق بالتضخم وعدم الاستقرار السياسي في البلاد.

أهمية الانضمام

أكدت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، أن فوائد تبني اليورو ستكون كبيرة بالنسبة لبلغاريا. وأشارت إلى إمكانية تسهيل التجارة، وخفض تكاليف الاقتراض، بالإضافة إلى استقرار الأسعار.

كما أكدت لاغارد في تصريحاتها خلال الشهر الماضي في صوفيا، أن الشركات الصغيرة والمتوسطة ستحقق وفورات تصل إلى 500 مليون يورو تقريباً من رسوم صرف العملات الأجنبية.

المخاوف المتعلقة بالتضخم

وفيما يتعلق بالمخاوف من ارتفاع الأسعار، قللت لاغارد من شأن تلك المخاوف، مشيرة إلى أن أي تغييرات قد تحدث ستكون “طفيفة وقصيرة الأجل”. وأضافت أن التأثير المتوقع في اعتمادات اليورو السابقة تراوح بين 0.2 و0.4 نقطة مئوية.

من جهته، أوضح جورجي أنغيلوف، كبير الاقتصاديين في معهد “المجتمع المفتوح” في صوفيا، أن هذه الخطوة ستمنح بلغاريا القدرة على المشاركة في صنع القرار ضمن الاتحاد النقدي.

شفافية الأسعار

وتحدث أنغيلوف عن أن الانضمام إلى منطقة اليورو من شأنه زيادة الشفافية، ما سيساعد المستهلكين وتجار التجزئة في مقارنة الأسعار مع بقية دول الاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن التحدي الرئيسي هو ضرورة وجود حكومة مستقرة لمدة عام أو عامين على الأقل لتحقيق الاستفادة الكاملة من فوائد الانضمام إلى اليورو.

احتجاجات الشعب

في سياق الاستعدادات، شهد الصيف الماضي حركة احتجاج تطالب بالحفاظ على العملة الوطنية “الليف البلغاري”. غير أن الحكومات المتعاقبة التي تنادت لتبني اليورو ترى أن هذه الخطوة ستسهم في تعزيز اقتصاد أفقر دول الاتحاد الأوروبي وتقوية العلاقات مع أوروبا الغربية.

بوريانا ديميتروفا، من معهد “ألفا” لاستطلاعات الرأي، رصدت ازدياد استغلال القضايا المتعلقة باليورو من قبل السياسيين الذين يعارضون الاندماج الأوروبي.

استطلاعات الرأي

حسب استطلاع رأي حديث أجرته وكالة “يوروباروميتر”، يعارض 49% من المواطنين البلغاريين اعتماد العملة الموحدة. وتعتبر المناطق الريفية اللبنانية، والتي تعاني من الفقر، المصدر الرئيسي لهذا القلق.

بعد فترة من التضخم المفرط في التسعينيات، قامت بلغاريا بربط عملتها بالمارك الألماني ثم باليورو، دون وجود أي تأثير لها على السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي.

التحديات الاقتصادية

تواجه بلغاريا، ذات ال6.4 مليون نسمة، تحديات كبيرة في ظل الاحتجاجات المناهضة للفساد التي أدت إلى الإطاحة بالحكومة الائتلافية التي لم تدم كثيرًا. كما يُتوقع إجراء انتخابات برلمانية جديدة، مما يبرز الاضطرابات السياسية في البلاد.

ارتفاع الأسعار

حتى قبل الانضمام الرسمي إلى منطقة اليورو، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 5% على أساس سنوي في نوفمبر 2025، وهو ضعف متوسط منطقة اليورو. كما زادت أسعار العقارات بنسبة 15.5% في الربع الثاني، ما يمثل ثلاثة أضعاف المتوسط في المنطقة.

في محاولة لتهدئة المخاوف العامة، عزز البرلمان هيئات الرقابة المعنية بالتحقيق في الزيادات المفاجئة في الأسعار، وفرضت قيودًا على أي ارتفاعات تعتبر “غير مبررة” مرتبطة بالتحول إلى اليورو.

اقرأ أيضا

النشرة الإخبارية

اخترنا لك