تواصل إسرائيل جهودها للوصول إلى جثة الشرطي ران غويلي، آخر أسير لديها في قطاع غزة. هذه المحاولات تأتي في وقت تصعب فيه حركة “حماس” تسليم الجثة، مما دفع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى تنفيذ عمليات سرية في غرب الخط الأصفر بمناطق السيطرة الفلسطينية.
ومنذ عدة أسابيع، تحاول “حماس” تحديد مواقع الجثة التي يُعتقد أنها مدفونة في حيي الزيتون والشجاعية شرق غزة. وقد زودت إسرائيل، عبر وسطاء، الحركة بمعلومات تفصيلية عن مواقع الدفن وأسماء عناصر قيل إنهم مسؤولون عن الاحتفاظ بالجثة، ولكن لم تسفر تلك المعلومات عن أي تقدم ملموس.
أنشطة سرية
كشفت مصادر فلسطينية في الفصائل الميدانية، أن إسرائيل نفذت عمليات سرية في غزة بحثاً عن الجثة، حيث أقدمت على اختطاف أحد نشطاء “سرايا القدس”، الجناح المسلح لحركة “الجهاد الإسلامي”، من حي الزيتون قرب ساحة ميدان فلسطين.
ووفقاً لهؤلاء المصادر، فإن عملية الاختطاف حدثت على بُعد كيلو متر واحد من الخط الأصفر، وقد قام بتنفيذها عناصر من قوة خاصة، حيث تشتبه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأن المختطف لديه صلة مباشرة بجثة الشرطي غويلي.
المفاوضات والوسطاء
في سياق متصل، شهدت القاهرة زيارات وفود إسرائيلية متكررة، كان آخرها في الـ24 من الشهر الماضي، حيث تمت مناقشة عدة قضايا من بينها استعادة جثة غويلي. وقدمت إسرائيل أسماء عناصر يُعتقد أنهم كانوا مسؤولين عن خطفه، بالإضافة إلى معلومات حول أماكن محتملة لدفن الجثة.
وتشير التقارير إلى أن أحد تلك الأسماء هو الشخص الذي تم اختطافه مؤخراً.
تبادل الاتهامات
رغم إعلان “سرايا القدس” عن تسليم آخر المختطفين، تصر إسرائيل على أن غويلي محتجز لدى “الجهاد الإسلامي”. ونقل مسؤول أمني إسرائيلي رفيع، تصريحات تفيد بأن الجثة بالتأكيد موجودة لدى “الجهاد”، متهمةً “حماس” بعدم الضغط الكافي عليها لتسليمها.
وتتهم مصادر في الجيش الإسرائيلي حركة “حماس” بعدم استجواب عناصر “الجهاد” للوصول إلى مكان الجثة، معتبرةً ذلك مماطلة. من جانبها، لم تعلق “سرايا القدس” أو أي من الفصائل على هذه الاتهامات، في الوقت الذي تنفي فيه “حماس” وجود الجثة لديها.
تضارب المعلومات
تقول مصادر من “الجهاد الإسلامي”، إن الجثة كانت بيد نشطائها لفترة، لكن تم تسليمها إلى قيادات من “كتائب القسام” لأسباب تتعلق بالتنسيق الميداني. وتوضح المصادر أن الجثة تنقلت بين عدة مواقع خوفاً من الاقتحامات الإسرائيلية.
في المقابل، تؤكد “حماس” أنها احتفظت بالجثة في موقع معين قبل أشهر، وقد تأثرت بمعارك وعمليات تجريف إسرائيلية، مما أدى إلى اختفاء معالمها واحتفاظها بها.
على الرغم من الجهود المتواصلة، تبقى عملية البحث عن الجثة معقدة، حيث يُشتبه في اختلاط ما تبقى منها بجثث فلسطينيين آخرين. وتؤكد حركة “حماس” أنها لم تتوقف عن محاولة الوصول إليها.
تصر إسرائيل على ضرورة استلام جثة غويلي قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، حيث سيجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محادثات حول الأمر مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي تصريحات سابقة، صرح غازي حمد، عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، بأن حركته تفتقر إلى معلومات دقيقة بشأن الجثة، مما يزيد من تعقيد الوضع القائم.


