تسعى مصر لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع جيبوتي بالتوازي مع توافقات سياسية تخدم مصالح البلدين، خاصة فيما يتعلق بأمن البحر الأحمر ورفض الاعتراف الإسرائيلي بإقليم “أرض الصومال” كدولة مستقلة. وتجلى هذا التعاون من خلال زيارة نائب رئيس الوزراء المصري، وزير الصناعة والنقل، كامل الوزير، إلى جيبوتي، حيث أكد أن الزيارة تعكس عمق العلاقات بين البلدين وتفتح آفاق جديدة للتعاون.
التعاون الثنائي
في بيان رسمي، أعربت مصر وجيبوتي والصومال وتركيا عن دعمهم لوحدة وسيادة الأراضي الصومالية، مشددين على أن الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يعد سابقة خطيرة تهدد الأمن الدولي. وأفادت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية المصري السابق، بأن زيارة الوزير المصري تأتي في وقت بالغ الأهمية لتحصين السيادة الصومالية أمام محاولات التعدي.
وأضاف الوزير كامل أن الشركات المصرية مستعدة لتنفيذ مشاريع في جيبوتي تشمل النقل البحري والسكك الحديدية والمناطق الصناعية. وقد قام الوزير بافتتاح محطة الطاقة الشمسية في “عمر كجع” خلال وجوده مع عدد من الوزراء الجيبوتيين، مشيراً إلى أنها خطوة نحو تطوير البنية التحتية والطاقة في جيبوتي.
التأكيد على الشراكة
أوضح الوزير أن افتتاح المحطة يعكس النتائج الإيجابية للزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جيبوتي في أبريل الماضي، والتي أسفرت عن شراكة استراتيجية في مجالات متعددة. وشدد على أن تلك الشراكة تهدف إلى دعم التنمية المستدامة في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر.
منطقة القرن الأفريقي تمثل امتداداً طبيعياً للبحر الأحمر وخليج عدن، وتضم الصومال وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا، بينما تشمل بُعدها السياسي والاقتصادي دولاً ككينيا والسودان وجنوب السودان وأوغندا، مما يفتح المجال لتعاون أوسع.
رفض الاعتراف الإسرائيلي
على صعيد العلاقات التاريخية بين مصر وجيبوتي، أكدت السفيرة منى عمر على ان لها أهمية خاصة في السياقات الاقتصادية والتدريبية، محذرة من المخاطر المترتبة على اعتراف إسرائيل بـ”أرض الصومال”. وقد كان الرئيس السيسي قد أكد على ضرورة الحفاظ على حرية الملاحة البحرية أثناء زيارته الأخيرة، مشدداً على التعاون بين الدول المطلة على البحر الأحمر.
وفي السياق ذاته، دعت مصر وجيبوتي إلى تفعيل “مجلس الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر”، الذي يهدف لتعزيز التنسيق الأمني والتنمية بين الأعضاء، ويضم 8 دول منها السعودية ومصر واليمن والسودان.
مستقبل مشرق
وفقاً للوزير كامل الوزير، فإن محطة الطاقة الشمسية الجديدة تُعتبر نقطة انطلاق لمزيد من التعاون في مجالات الطاقة الجديدة، مما يسهم في توفير فرص العمل وتعزيز التكامل الاقتصادي. ومن المتوقع أن تشهد العلاقات بين مصر وجيبوتي مزيداً من التنامي في الفترة المقبلة، حيث تُعتبر جيبوتي بلداً صديقاً يحتاج لاستثمارات مختلفة.
وسجل التبادل التجاري بين مصر وجيبوتي نحو 122.4 مليون دولار في 2024، مقابل 161.9 مليون دولار في 2023، حيث بلغ حجم الصادرات المصرية نحو 108.6 مليون دولار والواردات 13.8 مليون دولار. وانتظرت السفيرة منى عمر أن تشهد العلاقات السياسية والاقتصادية مزيداً من التنسيق العميق لمواجهة التحديات الإسرائيلية.


