تتجه الأنظار إلى اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي سيعقد خلال زيارة الأخير للولايات المتحدة يوم الأحد. وقد سارعت باريس إلى عرض رؤيتها للمستقبل، مع تحديد أولويات النقاشات التي تركز على تحقيق وقف لإطلاق النار ويؤمن ضمانات أمنية لأوكرانيا.
الأهداف الفرنسية
في هذا السياق، أكد مصدر رفيع من القصر الرئاسي الفرنسي الجهود المبذولة لتأكيد وحدة التعاون بين أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة. هذه الاستراتيجية تهدف إلى وضع “قواعد واضحة” لوقف إطلاق النار الموثوق به، مما يعزز ثقة أوكرانيا في عدم تعرضها للاعتداء الروسي مجددًا.
تشدد باريس على أهمية توفير ثلاثة ضمانات أمنية، تبدأ بتقديم دعم كامل للجيش الأوكراني الذي يمثل “الضمانة الأولى” للدفاع عن البلاد. وقد أشادت فرنسا بقرار القادة الأوروبيين الأخير في بروكسل، الذي يتضمن منح كييف قروضًا تصل إلى 90 مليار يورو على مدى عامين، بما يشمل مساعدات عسكرية وأخرى لدعم الميزانية.
تتمثل الضمانة الثانية في إنشاء “تحالف الراغبين” الذي يضم نحو 35 دولة، معظمها من أوروبا، والذي يخطط لنشر قوة مساندة لا تدخل في صراع مباشر مع الجيش الروسي. ستكون مهام هذه القوة، التي تعمل بعيدًا عن خط وقف إطلاق النار، التدريب ونزع الألغام والرقابة. أما الضمانة الثالثة، فستكون من نصيب الولايات المتحدة، حيث يتوقع أن تقدم دعمًا مشابهاً للفقرة الخامسة من معاهدة الحلف الأطلسي.
التزام أميركي
على الرغم من عدم وضوح شكل الدعم الأميركي، يتحدث الجانب الأوكراني عن التزام وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ضمن “تحالف الراغبين”. يرى المصدر الرئاسي أن الولايات المتحدة منخرطة بجدية في توفير الضمانات الضرورية، حيث أن معاودة روسيا لعملياتها العسكرية ستكون مواجهة مع الأوروبيين والأميركيين معاً.
تتزايد أهمية القمة التي سيدعو إليها الرئيس إيمانويل ماكرون في الشهر المقبل، حيث يأمل أن تكون برعاية أميركية عالية المستوى. ستتضمن القمة حضور الرئيس الأوكراني، وستسعى لوضع اللمسات الأخيرة على الوعود التي يقدمها “التحالف”. كما يأمل الأوروبيون أن تساهم المشاركة الأميركية في ضمانات الدفاع عن أوكرانيا.
أهمية المراقبة
تؤكد الأطراف الأوروبية على ضرورة أن يكون دور الولايات المتحدة في مراقبة وقف إطلاق النار عبر تقنيات متطورة مثل الطائرات من دون طيار، بدلاً من نشر قوات على الأرض. في هذا الإطار، تم إنشاء هيئة أركان مشتركة في باريس لتخطيط الانتشار المحتمل للقوات، لكن حتى الآن لم تتضح الدول التي ترغب في المشاركة.
مع تأكيد فرنسا وبريطانيا على مشاركتهما، لا تزال ألمانيا تدرس خياراتها دون اتخاذ قرار نهائي. تحرص الأطراف الثلاثة على التنسيق لبناء خطة موحدة للتحرك.
الوضع الروسي
تشير المصادر الرئاسية الفرنسية إلى أن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا قد يصبح ممكناً قبل نهاية العام، شرط أن تقبل روسيا بالمقترحات المشتركة. تُعبر باريس عن عدم اعتقادها بانتصار روسيا، مما تُظهره من قدرتها على اختراق إقليم دونباس، في حين لا يزال الجيش الأوكراني ثابتًا.
تعاني روسيا من ضغوط اقتصادية جعلتها تبيع مخزونات الذهب وزيادة الضرائب، في وقت تتقارب فيه العواصم الأوكرانية والأوروبية والأميركية. تُظهر هذه المعطيات قوة “الأوراق الضاغطة” على موسكو، والتي تكمل العقوبات القائمة.
التواصل مع بوتين
بعد القمة الأوروبية الأخيرة في بروكسل، أعلن ماكرون عن رغبته في التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مستندًا على ضرورة الشفافية بين القادة الأوروبيين. يعكس هذا الحوار التوجه الفرنسي الذي يعتبر أنه لا يمكن ترك مفاوضات الأمن الأوروبي للجانب الأميركي فقط.
ورغم ذلك، نفى الإليزيه وجود أي اتصالات جديدة مع بوتين، مُرحبًا بمبادرة ألمانية – فرنسية مشتركة لتحسين التواصل مع روسيا. الهدف هو العمل بتعاون مع شركاء أوروبيين آخرين، دون تقليص المسؤولية الخاصة التي تتطلبها الظروف الراهنة.


