spot_img
الجمعة 26 ديسمبر 2025
19.4 C
Cairo

السفير الإيراني: الفصائل العراقية تقرر حصر السلاح بنفسها

spot_img

قال السفير الإيراني لدى العراق، كاظم آل صادق، إن الفصائل المسلحة العراقية التي دعت إلى حصر السلاح بيد الدولة تعاني من “مخاوف” بشأن هذه الخطوة. وأكد أن هذه الفصائل أصبحت قادرة على اتخاذ قراراتها بشكل مستقل، نافياً عنها صفة “الوكلاء” لإيران.

رفع الوصاية

وأشار آل صادق، خلال مقابلة مع قناة “دجلة”، إلى أن استخدام لقب “الوكلاء” يعد إهانة لتلك الفصائل، موضحًا أن دعم إيران لها في مواجهة تنظيم “داعش” لا يعني أنها تعمل بالنيابة عن طهران. تأتي هذه التصريحات في وقت تنشط فيه المناقشات السياسية في العراق بشأن مستقبل الفصائل المسلحة، تحت ضغوط للحفاظ على السلاح ضمن نطاق الدولة، خاصة بعد سنوات من تزايد نفوذ جماعات مرتبطة بإيران.

المستحقات المالية

وأكد آل صادق أن إيران لديها مستحقات مالية في البنوك العراقية لم تتمكن من سحبها بالكامل بسبب العقوبات الأميركية المفروضة. لكنه لفت إلى أن إيران تمكنت، خلال حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، من الحصول على “أكبر كمية” من أموالها مقارنة بالأعوام السابقة.

التبادل التجاري

كما أشار آل صادق إلى أن العراق ساهم في إنعاش الاقتصاد الإيراني في ظل العقوبات، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 12 مليار دولار في العام الماضي. ورغم ذلك، أعرب عن عدم رضا طهران عن هذا المستوى، مشددًا على أن العراق يستورد من إيران أكثر مما يصدر لها.

دور الولايات المتحدة

انتقد السفير الإيراني الدور الأميركي في العراق، مؤكدًا أن الطائرات الأميركية تقوم بمراقبة الأراضي الإيرانية من الأجواء العراقية. واعتبر تعيين الرئيس الأميركي مبعوثًا خاصًا للعراق “غير مبرر”، نظراً لعدم وجود أزمة تستدعي ذلك، مشيرًا إلى ضرورة دراسة أي خطوة لتقليل مستوى السفارة الأميركية في بغداد.

واتهم واشنطن بالتسبب في منع وصول الدولار إلى التجارة العراقية مع إيران، وأكد أن الولايات المتحدة لا تسعى للحوار مع طهران، واصفًا سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة بأنها “متهورة”.

المشهد السياسي

وفيما يتعلق بالمشهد السياسي الداخلي، اعتبر آل صادق أن زيادة عدد مقاعد القوى المرتبطة بالفصائل في البرلمان تعكس “خيارات الشعب العراقي”. وأكد أن قرار منح رئيس الوزراء الحالي ولاية ثانية هو “قرار عراقي بحت”، معربًا عن أمله في توحيد القوى الكردية مثل التحالفات الشيعية والسنية.

وجهات نظر إقليمية

وفي سياق إقليمي، اعتبر السفير الإيراني أن عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة “حماس” كانت “رد فعل طبيعي” على الحصار المفروض على غزة، مشيرًا إلى أن “محور المقاومة” لا يزال فاعلًا رغم التغيرات الإقليمية. وأوضح أن موقف العراق من التطبيع مع إسرائيل “واضح” في ظل وجود قانون يجرّمه، مشددًا على عدم رغبة كل من إيران والعراق في التطبيع.

البرنامج النووي

ونفى آل صادق سعي إيران لامتلاك سلاح نووي، واصفًا الاتهامات بهذا الشأن بأنها “كذب وزور”، مؤكدًا وجود فتوى تحرّم صناعة السلاح النووي.

واختتم السفير بالإشارة إلى متانة العلاقات بين بغداد وطهران، مشددًا على أنه لا يتصور انقطاع هذه العلاقات في ظل وجود روابط اجتماعية وعشائرية عميقة بين الجانبين.

اقرأ أيضا

النشرة الإخبارية

اخترنا لك