spot_img
الجمعة 26 ديسمبر 2025
20.4 C
Cairo

مشاركة واسعة في أول انتخابات مباشرة بالصومال

spot_img

أعلنت السلطات الصومالية أن انتخابات المجالس المحلية التي جرت أمس (الخميس) شهدت إقبالاً واسعاً، مما يعد حدثاً تاريخياً حيث تعتبر هذه أول انتخابات مباشرة تشهدها البلاد منذ 57 عاماً.

إقبال عارم

هذا الإقبال ينعكس بشكل واضح في الصور التي وصلت من 523 مركز اقتراع، حيث اعتبر خبراء في الشأن الأفريقي أن ذلك يعكس رغبة شعبية في المشاركة السياسية، متجاوزة توقعات المعارضة التي دعت إلى مقاطعة الانتخابات. ويرون أن هذه الانتخابات تشكل فرصة لتعزيز المسار الديمقراطي في البلاد، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية عام 2026.

توافد سكان محافظة بنادر إلى مراكز الاقتراع في أول عملية انتخابية من نوعها تجري في العاصمة مقديشو منذ حوالي 60 عاماً، حيث افتُتح 523 مركز اقتراع في تمام الساعة السادسة صباحاً، وأغلقت عند السادسة مساءً، وسط إجراءات أمنية وتنظيمية مشددة تشمل 16 مديرية في المحافظة.

أرقام ملحوظة

وأفادت الجهات المختصة بأن 503,916 ناخباً قد حصلوا على بطاقات الاقتراع استعداداً للإدلاء بأصواتهم لاختيار ممثليهم. وكان قد أُلغي نظام التصويت المباشر في الصومال منذ تولي الرئيس محمد سياد بري السلطة عام 1969.

ومع إعلان اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات عن تسجيل 20 حزباً سياسياً، يتنافس 1,604 مرشحين في هذه الانتخابات. وعبر الخبير الأفريقي الدكتور علي محمود كلني عن أن هذا الإقبال الشعبي هو مؤشر على رغبة واضحة لدى سكان مقديشو في الانخراط في الحياة السياسية، مشيراً إلى أن هذا الحراك يعكس تعافياً تدريجياً للمدينة بعد سنوات من الاضطرابات.

آراء القيادة الصومالية

وأعرب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بعد الإدلاء بصوته في مركز مسرح الدولة الوطنية، عن أن انتخابات المجالس المحلية تمثل “محطة تاريخية مفصلية وحلماً طال انتظاره”، مشيراً إلى أنها خطوة مبدئية نحو الانتخابات الدستورية الشاملة.

من جهته، أكد رئيس الوزراء حمزة عبدي بري أن هذه الانتخابات تمثل خطوة بارزة نحو تعزيز الديمقراطية والحكم الرشيد في البلاد. كما تقدمت سفارة الصومال في مصر بتهنئة الشعب والحكومة على بدء الانتخابات، مشيدة بها كنقطة تحول تاريخية.

رسائل سياسية واسعة

بحسب كلني، إن الطريقة التي أُديرت بها الانتخابات تعكس قدرة الدولة على تنظيم استحقاقات انتخابية رغم الأوضاع الأمنية المعقدة. كما تساهم هذه الانتخابات في تخفيف المخاوف التي أثارتها المعارضة حول إمكانية تطبيق مبدأ “صوت واحد لكل مواطن” في مقديشو.

على الرغم من الشكوك التي عبرت عنها قوى المعارضة بشأن العملية الانتخابية، فإن إتمام الانتخابات يعتبر حدثاً غير مسبوق، خاصةً أن العديد من سكان العاصمة لم يسبق لهم تجربة الاقتراع المباشر. وقد شكلت هذه الانتخابات حدثاً استثنائياً في الوعي الجمعي لأكثر من ثلاثة أجيال.

النقاش حول المستقبل

يتصاعد الجدل في الصومال بشأن الانتخابات المقبلة في عام 2026 بعد 57 عاماً من آخر انتخابات جرت في عام 1968. وقد تضاعفت الأزمات السياسية مؤخراً، بينما كان استكمال دستور 2012 هو العامل المؤزم، مما زاد من حجم الخلافات بين الحكومة الفيدرالية والولايات.

يرى بعض المراقبين أن الإقبال الواسع قد يُعزز الثقة الشعبية في الحكومة الحالية، مشيرين إلى أن هذا المشهد الانتخابي قد يساهم في جذب بعض من قوى المعارضة إلى الصفوف الحكومية، وهو ما قد يُشجع المجتمع الدولي على دعم الحكومة الصومالية في تحقيق الانتخابات المباشرة في جميع أنحاء البلاد.

اقرأ أيضا

النشرة الإخبارية

اخترنا لك