الصين تتفوق في تكنولوجيا المركبات القتالية
حتلت الصين موقعاً بارزاً في مجال التكنولوجيا المتقدمة، مما يجعلها تنافس الولايات المتحدة في مجالات استراتيجية. ويُعزى هذا الصعود إلى اعتمادها على “تقليد التقنيات والقدرات” الأميركية والأوروبية.
ذكرت مجلة The National Interest أن الصين، رغم الإنجازات في الابتكار والإنتاج المحلي، لا تزال تعتمد أحياناً على نسخ التكنولوجيا الغربية. هذا الأمر يتضح من تطويرها لمركبة مدرعة مشابهة تماماً لمركبة Boxer الألمانية.
تظهر صور للمركبة الصينية خلال اختبارها في منطقة باوتو الصناعية، ما يُشير إلى أن هذا النموذج، بعد نجاح التجارب، قد يُستخدم للتصدير. كما يمكن أن تعمل هذه المنصة كمنصة اختبار لمختلف الأنظمة تسليح.
محاولة للصعود للسوق العالمية
اعتبرت المجلة الأميركية أن النسخة الصينية من Boxer تمثل محاولة بكين لمنافسة الشركات الغربية من خلال تقديم منتجات “مقلدة رخيصة” تسعى للسيطرة على السوق.
يأمل صناع الأسلحة الصينيون في تحقيق حصة سوقية أكبر في الشرق الأوسط عبر تقديم مركبة مماثلة لمركبة Boxer الألمانية بأسعار أقل، مع الحفاظ على التصميم الخارجي الذي يتضمن هيكلاً على شكل حرف V.
رغم التشابهات الواضحة، تبقى تفاصيل تصميم المركبة الصينية غامضة، حيث تفتقر إلى العلامات التجارية أو شعارات الشركات، مما يُشير إلى كونها لا تزال في مرحلة التجريب.
مواصفات مركبة Boxer
ظهرت المركبة Boxer الألمانية عام 2011، وصنعت منها أكثر من 1866 وحدة. يبلغ طولها نحو 8 أمتار، وتزن حوالي 36.5 طن، مع نظام تعليق مزدوج.
تعمل المركبة بمحرك MTU 8V199 TE20 الذي يساهم في توليد 720 حصان، وتصل سرعتها القصوى إلى 103 كيلومترات في الساعة، مع مدى يصل إلى 650 كيلومتراً.
يمكن تسليح المركبة بمجموعة متنوعة من الأسلحة، بما في ذلك المدافع الرشاشة والمدافع وقذائف الهاون.
صعوبات تواجه الأمن الألماني
في يناير، أكدت برلين تسليم 9 مركبات Boxer إلى أوكرانيا لأغراض متعددة، تشمل القيادة والسيطرة. إلا أن التقارير حول مصير هذه المركبات تُظهر غموضاً ملحوظاً.
يُعتقد أن القوات الروسية قد استولت على بعض هذه المركبات خلال الصراعات في أوكرانيا، مما يعزز التحذيرات بشأن تهديدات جديدة.
قد تكون مركبات Boxer المُستولى عليها قد أُعيدت إلى روسيا، حيث سُرّبت لاحقاً إلى شركات الدفاع الصينية، التي قد تبدأ في تصنيعها في منطقة باوتو.
دوافع التعاون الروسي-الصيني
من المرجح أن يكون هناك طرف ثالث متورط في نقل تصميم Boxer الصيني، مما يعزز النظرية بأن روسيا قد تكون جزءاً من هذا التعاون. تسعى روسيا للاطلاع على أنظمة حلف الناتو، خاصة في إطار شراكتها العسكرية مع الصين.
بينما يبقى الغموض حول كيفية حصول الصين على تصميم المركبة، فإن النسخ قد يهدد قدرة ألمانيا التنافسية في سوق تصدير الأسلحة، مما يُعطي أفضلية للمصنعين الصينيين.


