back to top
spot_img
الخميس 25 ديسمبر 2025
12.4 C
Cairo

احتفالات عيد الميلاد تعود لبيت لحم بعد غياب طويل

spot_img

تحتفل مدينة بيت لحم، الأربعاء، بعيد الميلاد في أجواء مفعمة بالفرح، حيث تجوب فرق الكشافة شوارع المدينة، مستردةً ألقها بعد عامين من القيود التي فرضتها الحرب في غزة. هذه الأحداث تأتي في إطار إعادة النشاطات الاحتفالية لمهد السيد المسيح في ظل وجود اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، في حين يتعثر العديد من السكان في مواجهة برد الشتاء القارس بعد أن تضررت منازلهم وأصبحوا يعيشون في ظروف قاسية.

احتفالات مليئة بالفرح

تتزين بيت لحم بأصوات الطبول ومزامير القرب، حيث يتجمع المسيحيون من جميع الأعمار في ساحة المهد. وفي هذا السياق، أكدت ميلاغروس إنسطاس، 17 عامًا، من كشافة الساليزيان، أن “اليوم مليء بالفرح؛ لأن الاحتفالات كانت محظورة في السنوات الماضية بسبب الأوضاع الصعبة”.

وعلى الرغم من أن المسيحيين في الأراضي المقدسة يشكلون أقلية، حيث يقدر عددهم بحوالى 185 ألف في إسرائيل و47 ألف في الأراضي الفلسطينية، إلا أن ذلك لم يثنِهم عن الاحتفال. ففي المسيرة التي جابت شارع النجمة، شارك المئات في العروض الجميلة المؤدية إلى كنيسة المهد.

زيارة البابا والرمزية

في الفاتيكان، يتولى البابا لاوون الرابع عشر قداس عيد الميلاد الأول له في كاتدرائية القديس بطرس، حيث يوجه نداءً للسلام في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من أن أسلوبه يعتبر أكثر هدوءًا مقارنة بسلفه، إلّا أنه يواصل الدعوة للقضايا الأساسية مثل العدالة الاجتماعية والهجرة.

وفي ساحة المهد، يزيّن شجرة الميلاد الضخمة بألوان ذهبية وحمراء مبهجة، بينما يتوافد الزوار لمشاهدة مظاهر الفرح والاحتفال. كما تعود جذور كنيسة المهد إلى القرن الرابع، وتقف فوق المغارة التي يعتقد بأنها شهدت ميلاد السيد المسيح قبل أكثر من ألفي عام.

رسالة من غزة

خلال فترات الحرب، قامت بلدية بيت لحم بتقليص مظاهر الاحتفال، مقتصرة على الطقوس الدينية فقط. وقالت كاتياب عمايا، من كشافة الساليزيان، إن هذه الاحتفالات تجسد أملًا لشعب غزة في استعادة حياتهم الطبيعية. “هذه المناسَبات تُعتبر رمزًا لدعائنا بالسلام”، أسلفت عمايا.

ومؤخراً، وصل الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا إلى بيت لحم، مشددا على تضامنه مع سكان غزة أثناء ترؤسه قداس منتصف الليل في كنيسة المهد. كما أكد على أهمية الوقوف مع “إخوتنا وأخواتنا في غزة” في الظروف الصعبة التي يعيشونها.

آمال اقتصادية وسياحية

يتطلع سكان بيت لحم إلى أن تنعش عودة احتفالات عيد الميلاد الحركة السياحية في المدينة. يعتبر القطاع السياحي أحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد المحلي، الذي تأثر بشكل كبير بسبب الحرب، ما أدى إلى انخفاض أعداد الزوار والمساهمة في ارتفاع معدلات البطالة.

ومع ذلك، بدأت أعداد الزوار المسيحيين بالعودة تدريجيًا خلال الأشهر الماضية، وهو ما أعاد الأمل لسكان مدينة بيت لحم. وفي ختام حديثه، قال جورج حنا، من بلدة بيت جالا المجاورة: “نريد أن تصل رسالتنا إلى العالم، وهذه الاحتفالات هي الطريقة الوحيدة التي تعبر عن ذلك” في إشارة إلى أهمية الاحتفال لرفع المعنويات.

اقرأ أيضا

النشرة الإخبارية

اخترنا لك