back to top
spot_img
الخميس 25 ديسمبر 2025
14.4 C
Cairo

تتبع ذكريات مجرمي النظام السوري في منفى موسكو

spot_img

تقدم شقق فندق “فور سيزونز” الفاخر في موسكو تجربة سكن استثنائية تجمع بين الرقي والخدمة المميزة، إذ تتضمن غرف معيشة مزودة بثريات كريستالية وبإطلالات مباشرة على الكرملين. يتجه البعض إلى استئجار هذه المساكن الفاخرة، التي تصل تكلفتها إلى 13 ألف دولار أمريكي أسبوعيًا، لتنظيم تجمعات عائلية وفعاليات تجارية، بينما قد تكون محطة انطلاق حياة المنفى لبعض مطلوبين العدالة.

حياة المنفى الفاخرة

رصدت تقارير صحفية من “نيويورك تايمز” وجود العديد من كبار المسؤولين السوريين في موسكو، منهم ماهر الأسد، الذي شوهد يتردد على صالة الألعاب الرياضية بالفندق. وعلى الطاولة المجاورة، كان آخرون يتحدثون عن قضاياهم وسط إفطار حافل.

كشف التحقيق عن أماكن وجود 55 شخصية حكومية وعسكرية سورية، بينهم علماء مختصون في الأسلحة الكيميائية ورؤساء أجهزة استخبارات متهمون بالتعذيب. تمت الإشارة إلى الرفاهية التي يعيشها هؤلاء، رغم الفرار من النظام.

مسارات متباينة

بينما يعيش بعضهم في راحة، أُجبر آخرون على دفع رشى للصعود إلى طائرات شحن متجهة إلى روسيا، فقط ليجدوا أنفسهم في مساكن عسكرية. جمال حسن، المدير السابق للاستخبارات الجوية، يعد من هؤلاء الذين واجهوا مثل هذه المضايقات.

وفي الوقت الذي يعاني فيه ضحايا النظام الأسد من توتر نفسي بسبب غياب العدالة، يواصل غالبية المقابَلين الهروب من المساءلة القانونية. وقد أُقيمت حفلات فاخرة من أجل عائلات المسؤولين السابقين، في إشارة إلى تباين معاناة المغلوبين على أمرهم.

الحياة في الخارج

يعيش علي مملوك، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات السوري، في شقة بموسكو على نفقة الحكومة الروسية، ملتزمًا بالعزلة. وغسان بلال، أحد أبرز الشخصيات المتهمة بالتورط في قضايا المخدرات، يقيم في فيلا فاخرة، بينما يعيش أبناءه في الخارج.

في حين يتردد آخرون في مضيهم إلى المنفى، ينقل الصحافيون مخاوفهم من الترحيل أو الانتقام. وقد وجد العديد من هؤلاء ضالتهم في الاعتداءات القديمة والانتقام المتبادل في وضع ينوء تحت ضغط الإهمال.

تجاذبات الحياة اليومية

على الرغم من عيش بعضهم في فيلات راقية، يجد آخرون أنفسهم في أوضاع متواضعة مسكونين بمخاوف صحية ومالية. رسائل الدعم وأجهزة الأمن الروسية شهدت تشديدًا، مما فرض قيوداً على حرية الحركة والتعبير.

تتوالى انتهاكات وممارسات الماضي وسط صمت حكومي. الصحيفة سلطت الضوء على تجارب مر بها الضباط السابقون، بما في ذلك القمع والعنف السياسي، مؤكدين أن العديدين لم يستطيعوا الهروب من ظلال ماضيهم.

مطاردة الماضي والبحث عن العدالة

يخوض المحامون والناشطون في معظمهم معركة شاقة من أجل ملاحقة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان. وعلى الرغم من جهودهم، يظل الوضع معقداً، حيث غياب الإرادة السياسية يمنع التقدم نحو العدالة.

من جهة أخرى، يعيش بعض الضباط السابقين في ظل ظروف قاسية، حيث يواجهون ضغوطات نفسية وشعورًا بالعزلة. على الرغم من ذلك، يبقى الأمل في تحقيق العدالة متجددًا، مع بذل جهود مستمرة لكشف الحقائق المرتبطة بجرائم النظام السابق.

اقرأ أيضا

النشرة الإخبارية

اخترنا لك