في تطور خطير يشير إلى تصاعد الفوضى الأمنية في محافظة إب اليمنية، قُتل الشيخ القبلي علي السنفاني برصاص قيادي حوثي، مما أثار ردود فعل غاضبة بين السكان. تأتي الحادثة في وقت يطالب فيه الأهالي بتسليم القتلة المتورطين في مقتل أحد الشخصيات الاجتماعية البارزة في المحافظة، مما يعكس حالة التوتر والاحتقان المتزايد.
التفاصيل المأساوية
وأفادت مصادر محلية أن الشيخ السنفاني تعرض للإصابة برصاص القيادي الحوثي أبو حمزة السحاري أثناء محاولته حل نزاع على قطعة أرض في مديرية يريم، حيث تم نقله إلى المستشفى لكنه توفي قبل أن تتاح له فرصة العلاج. الحادثة جاءت نتيجة تدخله في قضية استيلاء القيادي الحوثي على أرض تابعة للتجار المحليين.
شاهدت محافظة إب تفاقماً في حالات الانفلات الأمني منذ سيطرة الحوثيين عليها قبل أكثر من 10 سنوات، حيث تُعتبر هذه الحادثة مثالاً آخر على الانتهاكات المتزايدة التي يتعرض لها أبناء المحافظة.
المصادر المحلية تشير إلى أن مقتل السنفاني قد يؤدي إلى ردود فعل شعبية واسعة، لا سيما وأنها تتزامن مع الاحتجاجات القبلية المتصاعدة نتيجة لمقتل الشيخ صادق أبو شعر على أيدي الحوثيين قبل أسابيع.
تصفية المجتمعات
السكان المحليون يتهمون الحوثيين بالسعي لإقصاء الشخصيات الاجتماعية البارزة، حيث يؤكدون أن الجماعة تخشى من تأثير هذه الشخصيات في حال تجمعهم ضد سيطرتها. هذا التخوف يتفاقم مع تزايد الانتهاكات التي يتعرض لها المجتمع، مما يزيد من المطالبات بالكشف عن ممارسات الحوثيين.
في 2022، توفي الناشط حمدي المكحل في سجون الحوثيين تحت ظروف غامضة، ما أضاف مزيداً من الاحتقان في المحافظة. المكحل كان قد تعرض للاختطاف بسبب انتقاده للجماعة، وهو ما يعكس حجم الانتهاكات الحقوقية المستمرة.
مواجهة الحقيقة
يتوقع السكان أن عمليات تصفية القيادات الاجتماعية تشكل مقدمة لإحلال قيادات حوثية جديدة قادمة من صعدة، بهدف إرساء السيطرة الحوثية على كافة مناحي الحياة في المحافظة.
طارق صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي، أشاد بدور أهالي إب في مقاومة الحوثيين، معتبراً أن السلطة الحوثية تحمل “حقداً تاريخياً” ضد أبناء المحافظة لدورهم التاريخي في الثورة اليمنية.
أزمة مستمرة
في الأثناء، منح المحتجون الحوثيين مهلة إضافية لتسليم المتورطين في مقتل الشيخ أبو شعر، في ظل أنباء تفيد بإفراج الجماعة عن بعض المشتبه بهم، مما يؤجج الغضب في أوساط أسرته والمجتمع.
الاحتجاجات مستمرة منذ مقتل أبو شعر، حيث يطالب الأهالي بالعدالة والتحقيقات الفورية في هذا الحادث، إلا أن الحوثيين يحاولون إقناعهم بالقبول بتسوية مالية دون محاسبة.
تصاعد التوتر الداخلي
من المتوقع حدوث مواجهات مسلحة بين قياديين حوثيين على خلفية التنافس على السيطرة على الأراضي والممتلكات، حيث تصاعدت الخلافات بين القياديين عبد الحميد الشاهري وأبو عماد الجلال مؤخراً. هذه النزاعات تُشير إلى عمق الانقسام داخل صفوف الحوثيين في إب.
بينما يستمر الوضع الأمني في التدهور، يبقى الغموض يحيط بمستقبل المحافظة، حيث يستمر الصراع بين الحوثيين وأبناء المحافظة في ظل غياب الأمن والاستقرار.