back to top
spot_img
الأربعاء 24 ديسمبر 2025
14.4 C
Cairo

تساؤلات حول مبادرة ماكرون لاستئناف الحوار مع بوتين

spot_img

شهدت العلاقات بين فرنسا وروسيا تحولات بارزة عقب الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في 1 يوليو الماضي. استمر الاتصال لأكثر من ساعتين، وركز بشكل ملحوظ على الملف النووي الإيراني في ظل التصعيد الأخير من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل ضد المنشآت الإيرانية.

بالإضافة إلى ذلك، تناول النقاش الحرب في أوكرانيا، حيث وصف قصر الإليزيه المحادثة بأنها كانت أشبه بـ”حوار طرشان”، نتيجة الفجوة العميقة في وجهات النظر بين الطرفين. ورغم ذلك، أعلن ماكرون وبوتين عن عزمهما الحفاظ على قنوات الاتصال بشأن هذا الموضوع.

تحول في السياسة الأوروبية

يمثل ماكرون حالة فريدة بين القادة الغربيين، حيث كان هو وال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الوحيدان اللذان كسرا قاعدة العزلة الدبلوماسية المفروضة على بوتين. فقد اتخذ ماكرون موقفاً صارماً تجاه روسيا، سواءً من خلال فرض عقوبات أو من خلال الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا، بل ودعا إلى إنشاء “تحالف للراغبين” لإرسال قوات إلى أوكرانيا لردع روسيا.

بجانب ذلك، سعى ماكرون لتكون فرنسا مرجعاً للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث استضافه في باريس عدة مرات، ووقع معه مذكرة تفاهم لتوريد 100 طائرة مقاتلة من طراز “رافال” لأوكرانيا.

دعوة للحوار المباشر

في مؤتمر صحفي عقده بعد القمة الأوروبية الأخيرة في بروكسل، دعا ماكرون إلى استئناف الحوار المباشر مع بوتين، مما أحدث مفاجأة بين الحاضرين. وقد عزا هذا الطلب إلى الحاجة الأوروبية لإعادة فتح المناقشات الرسمية مع روسيا، مؤكداً أن الحوار ليس مثاليًا عندما يتم من خلال وسطاء.

وقد جاءت ردود الفعل سريعة، حيث أعرب بوتين عن استعداده للحوار مع ماكرون. ومن جانبهم، أكدت مصادر الرئاسة الفرنسية أن أي نقاش مع موسكو سيكون مدروسًا وشفافًا مع زيلينسكي ودول الاتحاد الأوروبي.

تحليلات الدبلوماسية الأوروبية

تشير مصادر دبلوماسية في باريس إلى أن مبادرة ماكرون تعكس قلقاً أوروبياً بشأن الوساطة الأمريكية بين روسيا وأوكرانيا. جاء ذلك وسط انتقادات علنية من سياسيين أمريكيين حول عدم فاعلية الأوروبيين في إنهاء النزاع.

على الرغم من ردود الفعل المتباينة من الشركاء الأوروبيين، تبقى القضية الأوكرانية تمثل تحديًا للأمن الأوروبي، مما يستدعي حواراً مباشراً مع روسيا على المدى البعيد.

مخاطر واعتبارات استراتيجية

ما زالت مبادرة ماكرون تُثير تساؤلات حول اتجاه السياسة الأوروبية. تشير تقارير إلى قلق زيلينسكي وبعض القادة الأوروبيين من تغيير نهج ماكرون من الضغط على روسيا إلى الدعوةللحوار. كما أن العديد من القادة الأوروبيين يترقبون كيف ستؤثر المبادرة على وحدة الصف الأوروبي.

تبرز التحديات والتعقيدات المتعلقة بكيفية إجراء الحوار بشكل مناسب، مع وجود تساؤلات حول من سيمثل أوروبا في هذه النقاشات، سواء كان ذلك من خلال صيغة “الترويكا الأوروبية” أو غيرها.

في نهاية المطاف، تتجه الأنظار نحو مخرجات هذه المبادرة وموقع ماكرون في السياسة الأوروبية، حيث لا تزال هناك مخاطر قائمة في ظل الوضع المتقلب في أوكرانيا والعلاقات مع روسيا.

اقرأ أيضا

النشرة الإخبارية

اخترنا لك