نفت قيادة الجيش اللبناني ووزارة الدفاع بشكل قاطع الاتهامات الإسرائيلية التي تربط بين جنود الجيش و«حزب الله». تأتي هذه النفي عقب الغارة الإسرائيلية، التي استهدفت مساء الاثنين سيارة قرب مدينة صيدا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، في حادث يحمل دلالات سياسية وأمنية كبيرة تتجاوزه.
فيما أقر الجيش الإسرائيلي بمسؤوليته عن الغارة، قدم رواية تصعيدية تشير إلى أن المستهدفين كانوا ينتمون إلى «حزب الله»، وزعم أنها تضم شخصاً يعمل بالتوازي في الجيش اللبناني، مما اعاد إحياء سردية اتهامية قديمة ليست في صالح المؤسسة العسكرية اللبنانية. وقد سارع الجيش اللبناني إلى تكذيب هذه الادعاءات بصورة قاطعة.
بيان الجيش الإسرائيلي
وذكر الجيش الإسرائيلي في بيانه أن الغارة أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص، أحدهم موظف في وحدة الاستخبارات للجيش اللبناني، والآخر في وحدة الدفاع الجوي لـ«حزب الله» في منطقة صيدا. ورغم خطورة هذه الاتهامات، لم يقدم الجيش الإسرائيلي أي دلائل قضائية أو تحقيقات مستقلة تؤيد مزاعمه.
#عاجل جيش الدفاع يواصل عمليات الاستهداف الدقيقة في جنوب لبنان… pic.twitter.com/Eke2FsfrmL
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) December 23, 2025
استشهاد الرقيب الأول
أعلن الجيش اللبناني عن استشهاد الرقيب الأول علي عبد الله، الذي كان ضمن لواء الدعم – الفوج المضاد للدروع، بفعل الغارة الإسرائيلية. وقد حدد الجيش اللبناني مكان الحادث ووقته، ونظم مراسم الجنازة اللازمة.
في مؤتمر صحفي، نفت وزارة الدفاع اللبنانية أي صلة لعناصر الجيش مع أحزاب أو تنظيمات. شدد البيان على أن ولاء أفراد الجيش هو فقط للوطن والشرعية، نافيًا أكاذيب الإعلام المتعلّقة بهذا الشأن.
صدر عن مكتب وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسّى بيان ينفي…
— Ministry of Defense (@LebanonDefense) December 23, 2025
وأكدت قيادة الجيش أن هذه المعلومات تهدف إلى التشكيك في عقيدة الجيش وأداء عناصره، مشددة على ولائهم الثابت والراسخ للمؤسسة وللوطن.
في بيان منفصل، أشار مكتب «يونيفيل» إلى الشراكة القوية بين قواتها والجيش اللبناني، بالتأكيد على الدعم لقراري 1701 و2790، وتعزيز سيادة الدولة في الجنوب.
تجمع شراكة قوية بين اليونيفيل والجيش اللبناني لدعم… https://t.co/COmOwqNpjw
— UNIFIL Arabic (@UNIFILArabic) December 23, 2025
تفاصيل الحادثة والضحايا
الغارة أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص، وهم حسن عيسى وعلي عبد الله ومصطفى بلوط. لكن التركيز الإسرائيلي ليس على الحادث بحد ذاته بل استغلاله لتقديم تهم تشير إلى تداخل بين الجيش اللبناني و«حزب الله»، مما يفتقر إلى أدلة قوية.
الشخصيات الثلاثة تنتمي جميعها إلى مجتمع واحد، مما يجعل وجودهم في السيارة معًا أمرا معتادًا، وليس دليلاً على أي تنسيق أو ارتباط أمني. هذا النمط من التنقل يعد جزءاً من الحياة اليومية في القرى الجنوبية.
العميد المتقاعد خالد حمادة أشار إلى أن التوقيت السياسي للاعتداء الإسرائيلي يساهم في اثارة قضايا أكبر تُستخدم ضد الجيش اللبناني، حيث يراهن الإسرائيليون على هذه الحادثة لدعم الاتهامات دون تقديم أدلة موثوقة.
عقد قائد الجيش العماد رودولف هيكل اجتماعاً استثنائيًّا في اليرزة… pic.twitter.com/j2eB0OMxuw
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) December 23, 2025
الاستنتاجات الإسرائيلية تهدف إلى إعادة تسويق صورة الجيش اللبناني وكأنه عاجز عن نزع سلاح «حزب الله»، وهو ما أشار إليه محللون بأنه جزء من استراتيجية إعلامية أكثر شمولية، تستغل الأحداث زمنيًا للدفع بالتهم من جديد.


