أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن نشر 11 سفينة حربية وأكثر من 15 ألف فرد من البحرية في منطقة الكاريبي، وسط تصاعد التوترات مع فنزويلا. هذا التحرك يأتي في إطار جهود إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب لمكافحة تهريب المخدرات إلى البلاد.
حشد عسكري مثير للجدل
أثارت هذه التحركات العسكرية والكثافة في القصف ضد القوات التي تصفها واشنطن بمهربي المخدرات، جدلاً واسعاً في الأوساط التحليلية. حيث يشير الخبراء إلى أن هذه العمليات قد تتجاوز نطاق القانون، وسط تساؤلات حول إمكانية التدخل العسكري الأمريكي في الدولة اللاتينية.
في الوقت الذي كان أحد محاور حملة ترمب الانتخابية هو تجنب التورط في الصراعات الخارجية، يشير تواجد حاملة الطائرات USS Gerald R. Ford إلى استعدادات محتملة لتدخل عسكري في المنطقة.
سيناريو تدخل عسكري
توقعت مجلة “The National Interest” أن تشن الولايات المتحدة عمليات عسكرية ضد فنزويلا، ولكن من غير المرجح حدوث غزو بري كامل، حيث قد تركز العمليات على إجبار الرئيس نيكولاس مادورو على التنحي.
وجّه ترمب إنذاراً لمادورو، وهو ما تم رفضه بشكل قاطع من قبل الرئيس الفنزويلي. ولدى الولايات المتحدة تاريخ طويل في إسقاط الأنظمة في أمريكا اللاتينية، مما يزيد من احتمالية إزاحة مادورو.
استراتيجية الهجمات الجوية
تعتزم الولايات المتحدة، إذا تدخلت، تصعيد العمليات الجوية لتحييد قدرات فنزويلا الدفاعية، مستهدفة الاتصالات والرادارات وشبكات الدفاع الجوي. من المتوقع أن تشمل الضربات استخدام صواريخ كروز مثل “تومهوك” وصواريخ JASSM.
ستكون القوات الفنزويلية، التي تمتلك أنظمة صواريخ روسية الصنع، أهدافاً رئيسية، لكنها قد لا تتمكن من الصمود في وجه القصف الأمريكي العالي المستوى.
استهداف الجيش الفنزويلي
تسعى واشنطن لإضعاف وتفكيك الجيش الفنزويلي لتمكين طائراتها من الحصول على تفوق جوي أثناء العمليات. ستعمل طائرات المقاتلة الأمريكية مثل F/A-18EF Super Hornet وF-35C على فرض هيمنة جوية، بالإضافة إلى مزيد من الضغوط على النظام.
يرجح أيضاً أن تستعين الولايات المتحدة بالقاذفات الاستراتيجية لإطلاق صواريخ ضد أهداف عسكرية رئيسية، مما يعكس نمطاً شبيهاً بحملات سابقة.
التداعيات السياسية المحتملة
رغم الضعف الظاهر للقوات الفنزويلية في مواجهة الهجوم الأمريكي، فإن التداعيات السياسية ستكون معقدة. فقد يثير أي تدخل عسكري جدلاً حاداً داخل الولايات المتحدة، بالإضافة إلى استنكار واسع في أمريكا اللاتينية.
كما أظهرت تجارب سابقة، يمكن أن تؤدي أي خطوات عسكرية خاطئة إلى تداعيات بعيدة المدى، مثل خلق فراغات في السلطة أو عدم استقرار دائم في المنطقة، مما يعقد الموقف الأمريكي أكثر.


