تواجه المصريون تحديات متزايدة في الحصول على بعض أصناف الأدوية الضرورية، حيث أشارت ليلى عبد الله، وهي سيدة في الخمسينات من عمرها، إلى صعوبة العثور على دواء ضغط الدعم في صيدليات منطقتها. وبعد مشاورات، تم توجيهها للتواصل مع “هيئة الدواء” أو زيارة صيدلية الإسعاف الحكومية وسط القاهرة، ما اضطرها لإرسال أحد أقاربها لجلب الدواء.
بيان حكومي حول نقص الأدوية
وسط الشكاوى المتكررة من نقص الأدوية، أصدر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري بياناً يوم الاثنين ينفي فيه وجود أي نقص في أدوية البرد والأمراض المزمنة في الأسواق. وأكد المركز أن هيئة الدواء المصرية تتابع بشكل دوري توفر الأدوية وتقوم باتخاذ إجراءات فورية لمعالجة أي شكاوى بشأنها.
وأوضح البيان أن أدوية علاج البرد والأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة متوافرة بانتظام، مع وجود بدائل دوائية من إنتاج عدة شركات. كما دعا المركز المواطنين للإبلاغ عن أي صعوبات تواجههم في الحصول على الأدوية عبر الخط الساخن للهيئة.
تجارب المواطنين مع نقص الأدوية
حظيت أزمة نقص بعض الأدوية بدلالة واضحة خلال العام الماضي، حيث أقر رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في سبتمبر بوجود نقص في 580 صنف دواء، مشيراً إلى جهود الحكومة لتوفير نحو 470 صنفاً منها. ورغم تحسن الوضع قليلاً، تعبر ليلى عبد الله عن استمرار معاناتها في العثور على بعض الأصناف.
وبموجب تجارب مشابهة، يؤكد طارق إبراهيم، موظف يعيش في حي السيدة زينب، أن الوضع قد تحسن كثيراً مقارنة بالعامين الماضيين، لكنه لا يزال يجد صعوبة في الحصول على بعض الأصناف. ويبدو أن الأزمة لم تنته تماماً، رغم تحسن مؤشرات توفر الأدوية.
آراء الخبراء والجمعيات المعنية
من جانبه، يشير محمود فؤاد، المدير التنفيذي لجمعية الحق في الدواء، إلى أن النقص في الأدوية ما زال موجوداً، ولكنه لم يعد حاداً كما كان سابقاً. وأوضح أن الأدوية الضرورية تُتاح فقط من خلال صيدليات الإسعاف المملوكة للدولة، والتي لا تتجاوز 24 صيدلية في جميع المحافظات.
وحسب فؤاد، رغم استقرار سعر الدولار، إلا أن شركات الأدوية تعبر عن رغبتها في رفع الأسعار، وهو ما ترفضه هيئة الدواء بسبب عدم تغيير تكلفة الإنتاج. كما أن هنالك عوامل أخرى تؤثر على سوق الأدوية، كما تشير الدكتورة إيرين سعيد، عضوة لجنة الصحة في مجلس النواب، مثل ارتفاع تكاليف الإنتاج نتيجة لزيادة أسعار الخدمات والمرافق.
تحركات حكومية لدعم الإنتاج الدوائي
تزامن الحديث عن نقص الأدوية مع جهود حكومية لتوفير الأصناف بكميات مناسبة، حيث عقد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة، اجتماعاً مع مختصين لبحث سبل دعم شركات التصنيع الدوائي. وأكد خلال الاجتماع على أهمية تعزيز الإنتاج المحلي في قطاع الأدوية.
في هذا السياق، تشهد مصر وجود 172 مصنعاً للأدوية، بالإضافة إلى مصانع أخرى لمستحضرات التجميل والأجهزة الطبية، ما يعكس جهود الحكومة لتأمين توافر الأدوية وتوسيع خيارات الإنتاج المحلي.


