تصدرت صفقة الغاز الإسرائيلية إلى مصر، التي أقرّتها الحكومة الإسرائيلية بقيمة 35 مليار دولار، عناوين الصحف، حيث تُعد الصفقة الأكبر في تاريخ إسرائيل.
تحليل سياسي
وفي تحليل نشرته صحيفة “هآرتس”، أشار المحلل السياسي الإسرائيلي تسيفي برائيل إلى أن الاتفاق يمثل خبرًا إيجابيًا لسوق الطاقة المصرية المتعثرة. ورغم ذلك، حذر من إمكانية عدم تحقيق الأهداف السياسية المرجوة، مبيناً أن الرغبة في أن تسهم الصفقة في بناء تبعية سياسية أو كبح الانتقادات قد تكون خيبة أمل.
احتفال إسرائيلي وتهديد مصري
برائيل لفت النظر إلى الاحتفال الإعلامي في إسرائيل بالإعلان عن الصفقة، حيث تم بث لقطات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وهو يصافح وزير الطاقة إيلي كوهين، وكأنهما يمتلكان فعلاً الشركتين الإسرائيلية والأمريكية الموقعتين.
على النقيض، لم تتناول الصحف المصرية الرسمية، مثل “الأهرام”، تلك الزخم، حيث وصفت الاتفاق بأنه “استمرار لصفقة الغاز المبرمة في أغسطس” دون توضيح سبب إقامة حفل جديد بعد تأخير نتنياهو لتجديد الاتفاق.
خلافات على منصات التواصل
من جهة أخرى، ساد الجدل على منصات التواصل الاجتماعي في مصر حيث انقسمت الآراء، فالبعض اعتبر الصفقة “خطوة إضافية لتكبيل مصر بإسرائيل التي تمارس حرب إبادة في غزة”، بينما دافع آخرون عنها مؤكدين فوائدها الاقتصادية، وهي توفير “عشرات المليارات من الدولارات”.
وبرر هؤلاء وجود بديل آخر، في حين أكد برائيل أن “الاقتصاد شيء والسياسة شيء آخر”، مشيرًا إلى أن مصر تستفيد من التعاون الاقتصادي مع إسرائيل رغم استمرار إدانتها السياسية.
تفاصيل الصفقة
صحيفة “غلوبس” الاقتصادية أكدت أن الصفقة، التي تُعتبر الأضخم في تاريخ إسرائيل، باتت على أعتاب التنفيذ بعد أن حصلت وزارة الطاقة على التصريح النهائي لتصدير الغاز من “لوياثان” دون قيود إضافية.
الاتفاق، الذي تم توقيعه في أغسطس، ينص على تصدير 130 مليار متر مكعب حتى عام 2040، بقيمة تزيد عن 100 مليار شيكل، بعد مفاوضات تهدف إلى الموازنة بين الاحتياجات المحلية والتصدير.
الامتيازات الاقتصادية
الشركات المرتبطة بـ”لوياثان” تعهدت بتزويد السوق الإسرائيلي بكامل الكميات غير المصدرة بعقود طويلة الأجل، بأسعار مرتبطة بتعريفة الكهرباء المنزلية المستقرة حتى عام 2040، مع ضمان أولوية الطلب الداخلي.
كما أشارت الصحيفة إلى أن المنتجين الجدد للكهرباء يستفيدون من إمدادات ثابتة بأسعار منخفضة، مما يعزز إنشاء محطات جديدة، رغم التحذيرات بشأن نقص المنافسة.
أهمية استراتيجية لمصر
تمثل الصفقة أهمية استراتيجية كبيرة لمصر، حيث أصبحت مستوردة صافية للغاز بسبب تراجع إنتاج حقل “ظهر” وارتفاع الطلب. وقد تتجنب مصر شراء الغاز المسال من قطر بفضل الصفقة، حيث يُعتبر الغاز الإسرائيلي عبر الأنابيب أكثر معقولية وأسهل موثوقية.
هذه الصفقة تساهم في دعم استمرارية الكهرباء واستقرار النظام، وسط تحديات متزايدة في السوق.


