back to top
spot_img
الخميس 25 ديسمبر 2025
22.4 C
Cairo

بريطانيا تعلق: فشل مركبة Ajax يعكس أزمة استحواذ استراتيجية

spot_img

أعلنت وزارة الدفاع البريطانية مؤخرًا عن تعليق جديد لتجارب مركبة “أجاكس” القتالية، وهو ما أثار استنكارًا واسعًا في القطاع الصناعي. القضية ليست مجرد اهتزازات أو مخاوف تتعلق بصحة الطاقم، بل يشير هذه الإيقاف إلى مشكلة عميقة تتعلق بخيارات تصميم القوات المسلحة البريطانية وتخطيط الناتو المستقبلية.

أزمة الشراء في القوات المسلحة البريطانية 2025

تعكس تجارب “أجاكس” حالة من “التزوير المفرط” في متطلبات الجيش، حيث تم تحميل المتطلبات العسكرية باتفاقيات معقدة على مدى عقد من الزمان. والنتيجة هي منتج لم يعد بإمكانه تلبية المهمات الأساسية.

تواجه المملكة المتحدة حالياً مأزقًا استراتيجيًا يشمل:

  • فجوة التكنولوجيا: تم تصميم المركبة في زمن سابق يفتقر إلى تكنولوجيا الطائرات المسيرة والمعارك الإلكترونية المكثفة.
  • صعوبات لوجستية: يزيد وزن “أجاكس” على 40 طناً، مما يعوق قدرتها على القيام بمهام الاستطلاع السريع.
  • تراجع عقائدي: يعوق قادة الجيش البريطاني حلاً جذرًا بسبب “خداع التكلفة الغارقة”، حيث تم استثمار مليارات الجنيهات في المشروع، ما يمنعهم من التخلي عنه.

التعليق على تجارب “أجاكس” في نهاية 2025 يبرز أن الآلات لم تعد قادرة على مواكبة تطلعات التكنولوجيا الحالية. فالفشل هنا لا يقتصر على مركبة واحدة، بل يعكس انهيارًا للنموذج الغربي في شراء الأسلحة.

خطأ الفهم: المركبة متعددة الاستخدامات والتي أصبحت ثقيلة

تظهر دراسات الشراء العسكري أن إضافة تقنيات مفرطة إلى مركبة واحدة أمر قاتل. إن “أجاكس” هي تجسيد لهذه المشكلة، حيث أرادت القوات المسلحة البريطانية مركبة استطلاع تتمتع بخصائص متعددة، مما أفرغها من أي قدرة فعلية في التعامل مع التهديدات الحالية.

مع وزن يتجاوز 40 طناً، لم يعد بمقدور “أجاكس” تأدية دورها كمركبة خفيفة يمكنها التسلل في ساحات المعارك. بل أصبحت هدفًا ثقيلاً وصاخبًا يتطلب نفس المستوى اللوجستي للدبابات الرئيسية، ولكن من دون الفعالية اللازمة.

دروس مستفادة من الماضي والتحديات الحالية

إن خطة “أجاكس” تنبع من فكر قديم مرتبط بحروب العراق وأفغانستان، حيث كانت المركبات الثقيلة تغطي على التهديدات الموجودة، مثل العبوات الناسفة. لكن الصورة تغيرت تمامًا في الأوكرانية، حيث بدأت الطائرات المسيرة الرخيصة والمتطورة في السيطرة على ساحة المعركة.

بالإضافة إلى ذلك، تكشف تجارب “أجاكس” عن عدم قدرتها على حماية القوات من التهديدات الجديدة، حيث تفتقر إلى الدفاع الشامل ضد ما يُعرف بأسلحة الهجوم العلوية.

التكاليف الجيوسياسية: خسارة السباق التسليحي

بينما تواصل المملكة المتحدة العمل على إصلاح “أجاكس”، فإن بقية حلف الناتو تتحرك نحواً أسرع في تحديث قدراتها. فدول مثل بولندا تسعى لشراء نظم مقاتلة جاهزة بدلاً من الانتظار لعقد من الزمن لتطوير شيء جديد.

هذا الوضع يخلق فجوة كبيرة في قدرتها القتالية، ويجعلها تحت ضغط مستمر لتحسين قواتها بينما تعود لمركبات قديمة.

الدرس المستفاد: ضرورة التحول لمواجهة التحديات المستقبلية

خطة “أجاكس” ليست مجرد مركبة معقدة؛ بل هي رمز لفقدان الاتجاه في عصر يتطلب مرونة وسرعة. التركيز يجب أن يكون على تطوير نظم سهلة الاستبدال وقابلة للتكيف مع الواقع الجديد، وليس على مركبات معقدة قد تصبح عبئًا أكثر منها حماية.

إذا لم يحدث تحول جذري في استراتيجية التعاقد العسكري، فإن الفشل المحتمل في برامج جديدة مثل “تشالنجر 3” سيكون مؤكدًا. يجب أن يتعلم القادة العسكريون من الدروس المستفادة من “أجاكس” للنجاح في المستقبل.

اقرأ أيضا

النشرة الإخبارية

اخترنا لك