spot_img
الإثنين 22 ديسمبر 2025
21.4 C
Cairo

نضال بطل ضد الاستعمار.. الجزائر تنطلق نحو ريادة السينما العربية

spot_img
تسعى الجزائر، الدولة العربية الوحيدة الفائزة بجائزة أوسكار، إلى إعادة إحياء صناعة السينما المحلية من خلال فيلم ملحمي يتناول نضال بطل ضد الاستعمار، بالإضافة إلى افتتاح استوديوهات إنتاج جديدة، في خطوة تعكس طموحها لاستعادة مكانتها في الساحة السينمائية العالمية.

استعادة المكانة السينمائية

ووفقا لصحيفة بلومبرج الأمريكية فإن الجزائر، التي حصلت على جائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 1970 عن فيلم “زد”، تعمل على “إعادة تنظيم تاريخية” لصناعتها السينمائية المحلية، كما صرح مستشار الرئيس عبد المجيد تبون للشؤون الثقافية. يسعى المشروع إلى تعزيز إنتاج قصص تعكس تاريخ وثقافة الجزائر، منها فيلم سيرة ذاتية عن الأمير عبد القادر، قائد المقاومة في القرن التاسع عشر، وتشجيع الإنتاج الأجنبي للتصوير في البلاد.

تأتي هذه الخطوات في وقت يواجه الاقتصاد المحلي تحديات كبيرة، حيث تسيطر الحكومة على قطاع الطاقة، ويعتمد الوضع الاقتصادي بشكل صارم على هذه الصناعة. يتزايد الإنفاق الحكومي، بينما تبتعد الإيرادات عن المعدلات المطلوبة، مما يتطلب البحث عن مصادر دخل جديدة.

تعزيز العلاقات الدولية

يسعى الرئيس تبون، الذي تولى الحكم في 2019، إلى تحسين صورة الجزائر دولياً من خلال تحديد صفقات محتملة للغاز مع شركات الطاقة الأمريكية. يواجه تبون تحديات متزامنة تتعلق بالخلافات مع المغرب وفرنسا، المستعمر السابق للجزائر.

في هذا الإطار، سيناقش البرلمان الجزائري مشروع قانون يطالب فرنسا بالاعتذار عن حقبة الاستعمار. وقد أثرت تجارب الاحتلال الفرنسي، التي استمرت لأكثر من مئة عام، في نجاحات السينما الجزائرية، بما في ذلك فيلم “معركة الجزائر” الذي أنتج عام 1966.

إنتاجات سينمائية مبتكرة

على الرغم من أن “وقائع سنين الجمر” فاز بجائزة كبرى في مهرجان كان عام 1975، فإن الإنتاجات السينمائية الحالية في الجزائر، سواء كانت أفلاماً قصيرة أو طويلة، لا تزال محدودة للغاية. في المقابل، تستمر تجارب مصر السينمائية في الازدهار، مما يجعلها مركز الصناعة السينمائية في العالم العربي.

ويعزز تأسيس الجزائر للمركز الوطني للسينما من تسهيل إجراءات التراخيص والتصاريح الضرورية، كما يعزز من بيئة الإنتاج.

إنشاء مدينة سينما جديدة

تشمل خطة الجزائر إنشاء مدينة سينما جديدة في العاصمة، تضم استوديوهات تصوير ومرافق إنتاج جديدة، بما في ذلك مؤسسات متخصصة في المونتاج. لم يحدد متاوي تكلفة هذه المبادرة، لكنه أشار إلى أن البلاد تهدف لإنتاج 30 فيلماً سنوياً، بينما تتقاطر 170 مشروعاً حاليًا للحصول على التمويل من وزارة الثقافة.

فيلم سيرة الأمير عبد القادر يمثل نقطة انطلاق مهمة في المشروع، حيث يعتبر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورمزاً قومياً. يؤكد متاوي أن الحكومة مستعدة لتوفير الموارد اللازمة لإنتاج هذا الفيلم المهم، قائلاً إنهم لن يحسبوا التكلفة.

جذب الإنتاجات الدولية

تسعى الجزائر أيضاً لجذب الإنتاجات السينمائية الدولية، مع التركيز على صفقات إنتاج مشترك مع دول مثل جنوب أفريقيا وكندا وإيطاليا. يحتفظ المشروع بإمكانات واسعة لجذب إبداعات هوليوودية، حيث أن المغرب المجاورة أصبحت واحة هوليوودية بامتياز.

في الوقت نفسه، يُمكن أن يكون الفيلم القادم من المخرج الفرنسي-الجزائري رشيد بوشارب، الذي سبق ترشحت أفلامه للأوسكار، من أبرز الأفلام الجزائرية المرتبطة بالخارج. فيلمه الجديد “رقان” يتناول موضوع التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية خلال الستينات، مع خطط لبدء التصوير في سبتمبر 2026.

يؤكد بوشارب على دعم المشروع من الجانب الجزائري، مما يعكس روح التعاون لإحياء صناعة السينما الجزائرية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك