قتل أربعة جنود وأصيب 15 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، في اشتباكات مسلحة استمرت ساعة إثر هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف موقعاً عسكرياً في شمال غرب باكستان، يوم الجمعة.
تفاصيل الهجوم
وقع الهجوم في منطقة شمال وزيرستان، المعروفة بأنها معقل سابق لـ«طالبان باكستان» وجماعات مسلحة أخرى في إقليم خيبر بختونخوا، الذي يتاخم الحدود مع أفغانستان. وأفادت الشرطة بأن الانفجار ألحق أضراراً بالمنازل المجاورة، الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد من المدنيين.
وكشف بيان للجيش الباكستاني أن قوات الأمن تمكنت من قتل جميع المهاجمين أثناء الاشتباكات. ورغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عقب الحادث، إلا أن الجيش حمل «طالبان باكستان» مسؤولية الهجوم.
التحليل العسكري
أوضح الجيش أن المهاجمين حاولوا في البداية اختراق محيط الموقع العسكري، ولكن تم صدهم. وأشار البيان إلى أن المسلحين قاموا بعد ذلك بتفجير سيارة محملة بالمتفجرات اختراق الجدار الخارجي للموقع. كما أكد الجيش أن قوة الانفجار تسببت في أضرار جسيمة للمنازل القريبة وللمسجد المجاور.
وأضاف أن الهجوم تم التخطيط له وتنفيذه من الأراضي الأفغانية، في حين لم تصدر كابل تعليقاً فورياً على الاتهامات، متكررة التأكيد على أنها لا تسمح باستخدام أراضيها لشن هجمات على أي دولة، بما في ذلك باكستان.
تحذيرات من داعش
في سياق متصل، أفاد تقرير للأمم المتحدة بأن تنظيم «داعش – خراسان» يمتلك نحو 2000 مقاتل في أفغانستان ويقوم بتلقين الأطفال دون سن 14 عاماً أفكاره، مما يشكل تهديداً للأمن الإقليمي بعمليات إرهابية متواصلة. وأشار التقرير إلى هيمنة البشتون الأفغان على القيادة في صفوف «داعش»، فيما يأتي عدد من المقاتلين من دول آسيا الوسطى.
وذكر التقرير أن الأهداف الرئيسية للتنظيم تشمل تنفيذ هجمات واسعة النطاق على الساحه العالمية، مع الإشارة إلى أنه يسعى لتجنيد مقاتلين وجذب الدعم المالي. وتحذر التحليلات من أن توسع نشاط التنظيم يمثل تهديداً دائماً لأفغانستان والمنطقة ككل.
استخدام الأطفال في النشاطات الإرهابية
وأشار التقرير إلى أن «داعش – خراسان» أسس مدارس في شمال أفغانستان ومناطق حدودية مع باكستان، حيث يتم تلقين الأطفال أفكاره وتدريبهم على تنفيذ الهجمات الانتحارية. وأكدت الأمم المتحدة أن هذا الاستخدام للأطفال يعد أمراً بالغ الخطورة.
يُبرز الخبراء أن التقرير يُشير إلى استمرار دور أفغانستان كملاذ آمن للعديد من الجماعات المتطرفة، مما يزيد من مخاوف السلطات الإقليمية والدولية من كون عدم وجود إجراءات منسقة لمكافحة الإرهاب سيؤدي إلى اتساع نفوذ هذه المنظمات وتنفيذ المزيد من الهجمات في المستقبل.


