spot_img
السبت 20 ديسمبر 2025
15.4 C
Cairo

ماكرون يزور أبو ظبي لتعزيز العلاقات العسكرية مع الإمارات

spot_img

في خطوة تعكس التزام فرنسا بمسؤولياتها العسكرية الدولية، اختار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبو ظبي كوجهة لزيارته التقليدية للقوات الفرنسية المنتشرة خارج البلاد، وذلك بمناسبة احتفالات نهاية السنة. يأتي ذلك في وقت تتمتع فيه فرنسا بعلاقة قوية مع لبنان، حيث يشارك 700 جندي فرنسي ضمن قوة “اليونيفيل” في جنوب البلاد، مما يجعل فرنسا من الدول الرائدة في دعم هذه القوة منذ تأسيسها في عام 1978.

تضم الإمارات قواعد عسكرية فرنسية بحرية وجوية، بالإضافة إلى قوة برية مكونة من 900 جندي. وأفاد الإليزيه أن زيارة ماكرون، التي ستستمر ليومين، تتكون من شقين: الأول رسمي يهدف لتعزيز العلاقات الثنائية، ويتوج بلقاء منتظر بين ماكرون ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد لبحث القضايا المشتركة، بينما الشق الثاني مخصص لتفقد القوة العسكرية الفرنسية، حيث يُنتظر أن يُلقي ماكرون خطابًا إلى العسكريين ويتبعه عشاء تكريمي خاص باستخدام مطبخ الإليزيه. وسترافقه وزيرة الدفاع كاترين فوترين خلال الزيارة.

تعزيز العلاقات الاستراتيجية

تتسم العلاقات الفرنسية الإماراتية بالعمق والتنوع، حيث تشملالتعاون في مجالات عديدة تتراوح بين السياسية والدفاعية والاقتصادية والثقافية. منذ عام 2009، وقعت الدولتان اتفاقية دفاعية لا تزال قائمة، مدعومة بتعاون وثيق في مجالات التسليح، حيث أسفرت الشراكة مؤخراً عن عقد لشراء الإمارات 80 طائرة قتالية من طراز “رافال”، والذي تم توقيعه في ديسمبر 2021 بقيمة تصل إلى 16.6 مليار يورو. من المتوقع أن تتسلم القوات الجوية الإماراتية أولى الطائرات في عام 2026، وتتواصل عملية التسليم حتى عام 2031.

يتضمن التعاون الدفاعي إجراء تمارين عسكرية مشتركة تهدف إلى تعزيز التنسيق بين جيشي البلدين، إذ تعتمد القوات الإماراتية على العديد من الأسلحة والمعدات الفرنسية، سواء في مجال الطيران أو العربات المصفحة والدبابات. أما في مجالات الطاقة، فتشمل الشراكة مجالات النفط والطاقة النووية والطاقات المتجددة، إضافةً إلى التعاون في قطاع الذكاء الاصطناعي.

أهمية المهمة العسكرية

تُشير مصادر الإليزيه إلى أن اختيار أبو ظبي يعكس الرغبة الفرنسية في التأكيد على التزامها الأمني على الرغم من التركيز الحالي على الأزمة الأوكرانية. تسعى باريس من خلال هذه الخطوة إلى إبراز جهودها العسكرية والسياسية والدبلوماسية العالمية، لا سيما في مجابهة التحديات الأمنية التي تشهدها المنطقة، وأبرزها الأزمات المتعلقة بأمن الخليج والممرات المائية ومواجهة تهديدات الحوثيين وتنظيم “داعش”.

في إطار هذه الإستراتيجية، تُشارك القوات الفرنسية في “عملية شمال”، وهي جزء من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، كما أنها تدخل في إطار “العملية الأوروبية أسبيدس” لحماية الملاحة البحرية. وفقًا للمصادر الفرنسية، تمثل الإمارات مركزًا حيويًا تلتقي حوله الأزمات، مما يعكس اهتمام فرنسا الكبير بمنطقة الخليج لضمان الاستقرار الإقليمي وحماية أمن الملاحة. كما تقدم فرنسا دعمًا مستمرًا لمكافحة الأنشطة الإرهابية وتحديات القرصنة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك