spot_img
الخميس 18 ديسمبر 2025
17.4 C
Cairo

إيطاليا وفرنسا تعرقلان اتفاق التجارة بين أوروبا وأميركا الجنوبية

spot_img

تزايد الضغوط على اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي ودول الميركوسور، حيث انضمت إيطاليا إلى فرنسا في المطالبة بتأجيل توقيع الاتفاقية، مما يهدد بعرقلة جهود رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين لإبرام الاتفاق هذا الأسبوع، الأمر الذي أثار حفيظة البرازيل.

مطالب إيطالية جديدة

أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، عشية القمة الأوروبية في بروكسل، أن التوقيع على الاتفاقية في الوقت الحالي “سابق لأوانه”، مطالبة بضمانات كافية للقطاع الزراعي الإيطالي أولاً، معربة عن ثقتها في تلبية هذه الشروط بحلول بداية العام المقبل.

تسبب هذا التصريح بصدمة داخل المفوضية الأوروبية، التي أكدت مراراً على ضرورة توقيع الاتفاقية قبل نهاية العام للحفاظ على مصداقية الاتحاد الأوروبي وتجنب استياء شركائه في أمريكا اللاتينية.

غموض الموقف الأوروبي

رغم هذا الحذر، ما تزال المفوضية الأوروبية متفائلة بإمكانية التوصل إلى اتفاق، حيث صرح الناطق باسم المفوضية، أولوف غيل، بأن رؤساء الدول والحكومات سيناقشون هذا الأمر في القمة الأوروبية.

في البرازيل، وجه الرئيس لولا دا سيلفا تحذيراً إلى الأوروبيين، داعياً إيطاليا وفرنسا إلى تحمل مسؤولياتهما لعدم عرقلة التوصل لاتفاق.

تحذيرات برازيلية

أكد الرئيس البرازيلي أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق الآن، فإن البرازيل لن توقع الاتفاق طالما هو في الرئاسة، مشيراً إلى أن البرازيل قدمت تنازلات عن كل ما يمكن التنازل عنه.

موقف روما يعتبر حاسماً، حيث تمتلك إيطاليا القدرة على تشكيل أقلية معارضة ضمن الدول الأعضاء الـ 27 إلى جانب فرنسا وبولندا والمجر، مما قد يحول دون مناقشة الاتفاقية هذا الأسبوع.

خلافات حادة

أقر دبلوماسي أوروبي بأن الوضع قد يتأزم بشدة، نظراً لإصرار ألمانيا وإسبانيا على الموافقة على اتفاقية التجارة الحرة في أسرع وقت ممكن.

تعهد المستشار الألماني فريدريش ميرتس بممارسة ضغط مكثف على شركائه الأوروبيين، داعياً إلى عدم الاندفاع في متاهات سخيفة عندما يتعلق الأمر باتفاقات تجارية كبرى.

معارضة فرنسية

حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن فرنسا ستعارض بشدة أي مساعٍ من السلطات الأوروبية لفرض الاتفاقية، مؤكداً أن تصريحات جورجيا ميلوني دليل على أن فرنسا ليست وحيدة في معارضتها.

تأمل فون دير لايين التوقيع على هذه المعاهدة في قمة الميركوسور، لكنها تحتاج أولاً إلى موافقة أغلبية مؤهلة من الدول الأعضاء في بروكسل.

مخاوف زراعية

من شأن هذه الاتفاقية التجارية أن تنشئ أكبر منطقة تجارة حرة في العالم، مما سيمكن الاتحاد الأوروبي من تصدير مزيد من المركبات والآلات والمشروبات الروحية إلى أمريكا اللاتينية.

في المقابل، ستسهل الاتفاقية دخول لحوم الأبقار والسكر والأرز والعسل وفول الصويا من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا، الأمر الذي يثير مخاوف القطاعات الزراعية الأوروبية.

احتجاجات متصاعدة

يعبر المزارعون الأوروبيون عن غضبهم، حيث أعلنوا تنظيم مظاهرة بمشاركة نحو 10 آلاف شخص في بروكسل احتجاجاً على هذه الاتفاقية، بالإضافة إلى مظاهرات أخرى في مدن أوروبية أخرى.

لتهدئة القطاع الزراعي، أضاف الاتحاد الأوروبي إجراءات وقائية، منها مراقبة المنتجات الحساسة والتعهد بالتدخل في حال حدوث اضطرابات في السوق.

تسوية غير كافية

تم التوصل إلى تسوية بين النواب الأوروبيين وممثلي البلدان الأعضاء، تنص على ضمانات للمزارعين أعلى مما أقرته الدول الأعضاء في تشرين الثاني، لكن دون مستوى الموقف الذي اعتمده البرلمان الأوروبي.

لا يتوقع أن تكون هذه الخطوات كافية لفرنسا، خاصة مع الحراك الزراعي الواسع النطاق في فرنسا احتجاجاً على إدارة وباء التهاب الجلد العقدي.

انقسامات أوروبية

تخشى دول أعضاء عدة داخل الاتحاد الأوروبي من أن فرنسا لن تكتفي بتأجيل اتفاقية الميركوسور، بل ستسعى إلى إفشالها رغم المفاوضات المستمرة منذ أكثر من 25 عاماً.

تعتمد ألمانيا وإسبانيا والدول الإسكندنافية على هذه الاتفاقية لإنعاش الاقتصاد الأوروبي الذي يعاني من المنافسة الصينية والتعريفات الجمركية الأمريكية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك