الأربعاء 17 ديسمبر 2025
spot_img

ألمانيا تواصل التجارة مع روسيا رغم العقوبات الأوروبية

spot_img

كشف تقرير حديث لصحيفة “بيلد” الألمانية عن استمرار ألمانيا والدول الأوروبية في ممارسة أنشطة تجارية مع روسيا، على الرغم من العقوبات الغربية المفروضة.

آليات التجارة مع روسيا

وفقًا للتقرير، لا تزال هناك آليات تجارية غير مباشرة تتيح استمرار تدفق السلع الأساسية بين ألمانيا وروسيا، بالرغم من القيود الأوروبية.

وأفاد التحليل بأن العقوبات أدت إلى تقليص التجارة المباشرة بشكل ملحوظ، حيث انخفضت الواردات الألمانية المباشرة من روسيا بنسبة 94.6% بين عامي 2021 و2024، وتراجعت صادرات ألمانيا إلى روسيا بنسبة 71.6% في نفس الفترة.

تحولات أسواق الوقود

لا تعني هذه الأرقام انتهاء التجارة بالكامل، بل تشير إلى تحولها إلى مسارات أكثر تعقيدًا. على سبيل المثال، تشتري دول الاتحاد الأوروبي، بما فيها ألمانيا، وقود الديزل والبنزين المصنوع من النفط الخام الروسي من مصافي تكرير في الهند، بعد معالجة النفط وتحويله.

كما أظهرت البيانات ارتفاعًا في واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي، إذ شهدت أوروبا زيادة بنسبة 19.3% في الواردات خلال عام 2024.

استمرار التعاملات النووية

في سياق متصل، واصلت ألمانيا شراء اليورانيوم الروسي، حيث اشترت محطة لينغن للوقود النووي 68.6 مليون طن في عام 2024، بزيادة قدرها 66% مقارنة بالعام السابق، وفقًا لبيانات وزارة البيئة الألمانية.

أيضًا، لا زالت بعض المعدات والتقنيات مثل الآلات والمضخات تصل إلى السوق الروسية عبر زيادة الصادرات إلى دول مجاورة مثل قيرغيزستان، التي تُعاد بيع هذه المعدات إلى الشركات الروسية.

استراتيجيات الاستثمار الجديدة

على صعيد الاستثمار، تبنت الشركات الألمانية التي قررت البقاء في السوق الروسية استراتيجيات مرنة، شملت إعادة هيكلة الملكية ونقلها إلى أطراف محلية أو العمل عبر وسطاء محليين.

كما حافظت بعض الشركات الألمانية الكبرى في مجالات التكنولوجيا والمستحضرات الطبية والتجزئة على وجودها التشغيلي في البلاد.

تحديات العزلة الاقتصادية

تُظهر هذه البيانات الصعوبات العملية في فرض عزلة اقتصادية كاملة على روسيا، ففي الوقت الذي تقلصت فيه التجارة المباشرة مع أوروبا، تحولت روسيا بسرعة نحو شركاء جدد مثل الصين والهند وتركيا وكازاخستان، الذين أصبحوا أسواقًا رئيسية لصادراتها.

اقرأ أيضا

اخترنا لك