مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، تتكثف الجهود الدبلوماسية لإيجاد مخرج للأزمة. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يؤكد أن قضية الأراضي المتنازع عليها لا تزال عقبة رئيسية في مفاوضات السلام، معربًا عن أمله في أن تساهم الولايات المتحدة في التوصل إلى حل وسط.
محادثات سلام مُعقدة
أوضح زيلينسكي، خلال مؤتمر صحفي في برلين، أن كييف ملتزمة بالعمل نحو اتفاق سلام عادل وقوي، وأن المفاوضين الأوكرانيين سيواصلون الحوار مع نظرائهم الأميركيين.
الرئيس الأوكراني أشار إلى وجود تباين في وجهات النظر بين بلاده والولايات المتحدة بشأن إمكانية تنازل أوكرانيا عن أراضٍ لروسيا بهدف إنهاء الصراع الدائر.
تباين الرؤى حول الأراضي
“هناك قضايا معقدة، خاصة تلك المتعلقة بالأراضي. لنكن صريحين، مواقفنا لا تزال مختلفة”، هكذا صرح زيلينسكي عقب اجتماع بين المفاوضين الأوكرانيين والأميركيين في برلين، مؤكدًا أن المحادثات لم تكن سهلة، لكنها كانت مثمرة.
زيلينسكي أشار إلى أن الهجمات الروسية المتواصلة على البنية التحتية الأوكرانية، بما في ذلك محطات الطاقة، تُستخدم كأداة ضغط خلال المفاوضات.
“تقدّم حقيقي” في المفاوضات
في سياق متصل، أعلن كبير المفاوضين الأوكرانيين، رستم عمروف، عن تحقيق “تقدم حقيقي” في المحادثات الجارية مع الولايات المتحدة بشأن خطة إنهاء الحرب مع روسيا.
عمروف أشار عبر منصة “إكس” إلى أن المفاوضات الأوكرانية الأميركية كانت بناءة ومثمرة، معربًا عن أمله في التوصل إلى اتفاق يقرّب الطرفين من السلام.
مواءمة للمواقف مع واشنطن
لاحقًا، أوضح المكتب الإعلامي لعمروف أن التوصل إلى اتفاق نهائي ليس متوقعًا في الوقت الحالي، وأن الهدف هو “مواءمة المواقف” مع الوفد الأميركي. عمروف أشاد بجهود المبعوثين الأميركيين، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، في دعم أوكرانيا لإيجاد طريق نحو سلام دائم.
ضمانات أمنية لأوكرانيا
الولايات المتحدة أكدت أنها عرضت على أوكرانيا ضمانات أمنية قوية، تشبه تلك التي يوفرها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، معربة عن ثقتها في أن روسيا ستقبل بذلك، واصفة الأمر بأنه اختراق في مسار إنهاء الحرب.
مسؤولون أميركيون وصفوا المحادثات مع الرئيس زيلينسكي في برلين بالإيجابية، وأشاروا إلى أن الرئيس ترامب سيتصل بكل من زيلينسكي والأوروبيين للدفع قدمًا بالاتفاق.
اتفاق يُشبه “الناتو”
المسؤولون الأميركيون أوضحوا أن الاتفاق المقترح سيوفر ضمانات أمنية مماثلة للمادة الخامسة من معاهدة حلف “الناتو”، والتي تنص على أن أي هجوم على أحد الحلفاء يُعد هجومًا على الجميع.
مسؤول أميركي أكد أن “أسس الاتفاق تستند بشكل رئيسي إلى وجود ضمانات قوية حقًا، على غرار المادة الخامسة، إضافة إلى ردع قوي للغاية بحجم الجيش الأوكراني”.
مستقبل الضمانات الأمنية
المسؤول ذاته أضاف أن “تلك الضمانات لن تبقى مطروحة على الطاولة إلى الأبد. إنها مطروحة الآن إذا جرى التوصل إلى خاتمة جيدة”. يذكر أن الرئيس ترامب استبعد سابقًا انضمام أوكرانيا رسميًا إلى حلف الناتو.
“ثقة” بقبول روسي
مسؤول أميركي آخر أعرب عن ثقته بقبول روسيا للاتفاق المقترح، مشيرًا إلى أن “حزمة البروتوكولات الأمنية هذه هي الأكثر متانة التي اطلعوا عليها على الإطلاق. إنها حزمة قوية جدًا جدًا”.
الهدف من الاتفاق، حسب المسؤول الأمريكي، هو إقناع روسيا بأنه لا توجد نية لانتهاك الاتفاق، وأن أي انتهاكات ستُعالج من خلال حزمة الضمانات الأمنية.
تحديات الأراضي المتنازع عليها
المسؤول الأول أقر بعدم التوصل إلى اتفاق بشأن الأراضي المتنازع عليها، حيث يرى الرئيس ترامب ضرورة تنازل أوكرانيا عن أراضٍ لروسيا، وهو ما يرفضه زيلينسكي.
الولايات المتحدة ناقشت مع زيلينسكي طرح “المنطقة الاقتصادية الحرة” في المنطقة المتنازع عليها عسكريًا، بهدف تحديد آليات التطبيق وترك القضايا النهائية المتعلقة بالسيادة للأطراف المعنية.


