باكستان تطلق حملة تطعيم واسعة النطاق ضد شلل الأطفال تستهدف حماية نحو 45 مليون طفل، وذلك في أعقاب تسجيل أكثر من 20 إصابة جديدة بالمرض خلال العام الجاري. الحملة تعتبر الأخيرة من نوعها على المستوى الوطني لعام 2024، وتأتي في ظل جهود مكثفة للقضاء على هذا المرض الذي يسبب الشلل.
باكستان وشلل الأطفال
تعتبر باكستان، جنبًا إلى جنب مع أفغانستان، الدولتين الوحيدتين في العالم اللتين لم تتمكنا من القضاء بشكل كامل على شلل الأطفال، وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية.
تسعى الحكومة الباكستانية جاهدة للسيطرة على انتشار الفيروس، وتنظيم حملات تطعيم دورية رغم التحديات الأمنية التي تواجه فرق التطعيم في الميدان.
تراجع نسبي للإصابات
“مبادرة استئصال شلل الأطفال” الحكومية الباكستانية، أعلنت تسجيل 30 حالة إصابة منذ يناير الماضي، مقارنة بـ74 حالة خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
يُعد هذا التراجع النسبي في عدد الإصابات مؤشرًا إيجابيًا، ويعكس الجهود المبذولة في حملات التطعيم المنتظمة التي تنفذها البلاد.
تأمين فرق التطعيم
وزير الصحة الباكستاني مصطفى كمال، دعا أولياء الأمور إلى التعاون الكامل مع فرق التطعيم، مشددًا على أهمية التطعيم لحماية الأطفال والمجتمع.
يشارك في الحملة أكثر من 400 ألف عامل صحي ينتشرون في مختلف الأقاليم الباكستانية، بما في ذلك بلوشستان والسند وخيبر بختونخوا والبنجاب، إضافة إلى العاصمة إسلام آباد.
تتعرض فرق التطعيم وقوات الأمن المرافقة لها لهجمات متكررة، وهو ما دفع السلطات إلى نشر الآلاف من عناصر الشرطة لتأمين الفرق العاملة في الميدان.
جهود مشتركة عابرة للحدود
قُتل أكثر من 200 شخص، من بينهم عاملين في برامج مكافحة شلل الأطفال وعناصر الشرطة، منذ تسعينيات القرن الماضي، في هجمات مماثلة تستهدف عرقلة جهود التطعيم.
تُنفَّذ حملة ديسمبر لمكافحة شلل الأطفال بالتزامن مع حملة مماثلة في أفغانستان المجاورة، بهدف تعزيز المناعة في البلدين وقطع طرق انتقال الفيروس عبر الحدود.
الوصول إلى الاستئصال الكامل
أكد المسؤولون أن باكستان حققت تقدمًا ملحوظًا في احتواء الفيروس، وأن البلاد “أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق الاستئصال الكامل”.
تمثل هذه الحملة “دفعة نهائية وحاسمة لوقف انتشار الفيروس في جميع المناطق التي لا يزال الفيروس نشطًا فيها”، وفقًا لتصريحات المسؤولين.