اتهم جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، في بيان صدر يوم السبت، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بالتخطيط لشن “هجمات إرهابية” ضد قواعد عسكرية روسية في سوريا. يأتي ذلك في الوقت الذي اعتبرت فيه روسيا أن الإدارة الأميركية الحالية، برئاسة بايدن، وقيادة لندن، تسعيان إلى زعزعة الاستقرار في دمشق بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وفقاً لما أوردته وكالة “سبوتنيك”.
اتهامات بالتخطيط لهجمات
وقال المكتب الإعلامي للجهاز، إن “واشنطن ولندن تخططان لتنفيذ هجمات إرهابية” تستهدف القواعد العسكرية الروسية في سوريا. وأكدت أن “زعماء ميدانيين من تنظيم داعش يحصلون على طائرات مسيرة هجومية لتنفيذ هذه العمليات، بهدف إجبار موسكو على إخلاء قواعدها”.
واعتبر جهاز الاستخبارات الروسي أن الهدف من هذه الإجراءات يتمثل في “إبقاء الوضع غير مستقر في سوريا، وفي نطاق أوسع، الحفاظ على الاضطراب في منطقة الشرق الأوسط”.
التطورات السياسية في سوريا
في السياق ذاته، نقلت وكالة “تاس” عن مصدر مطلع أن السلطات السورية الجديدة لا تنوي إنهاء الاتفاقيات التي تسمح لروسيا بتشغيل قواعدها العسكرية في اللاذقية وطرطوس في المستقبل القريب. وقد أشار المصدر إلى وجود مفاوضات قائمة لضمان عدم استخدام الظروف المترتبة على الوضع العسكري أو أي تغييرات في النظام كذريعة لإلغاء هذه الاتفاقيات.
وأفاد المصدر بأن روسيا تسعى للحفاظ على الوضع القانوني لقواعدها، مع التركيز على أهمية اعتبار الأعمال العسكرية وتغيير النظام ليست أسباباً كافية لإلغاء الاتفاقيات المتعلقة بالإيجارات طويلة الأمد للمرافق في سيريتي اللاذقية وطرطوس.
مفاوضات مستمرة لضمان الوجود العسكري
في 9 ديسمبر، أشار مصدر روسي لوكالة “تاس” إلى انطلاق مفاوضات مع السلطات السورية الجديدة حول استمرار وجود القواعد العسكرية الروسية. وقد أكدت هذه السلطات دعمها وتهيئة الأجواء لضمان أمن القواعد خلال هذه المفاوضات.
تدير روسيا حالياً قاعدتين عسكريتين في سوريا، وهما قاعدة الصيانة البحرية في مدينة طرطوس، وكذلك قاعدة حميميم الجوية شمال مدينة جبلة في اللاذقية، وقد أقيمت قاعدة طرطوس منذ عام 1971 بموجب اتفاق ثنائي.
التوجهات الروسية في المنطقة
وفي وقت سابق، أفاد ميخائيل بوجدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، بأن موسكو قد أقامت اتصالات مباشرة مع اللجنة السياسية لـ”هيئة تحرير الشام”، معبراً عن توقعاته في الحفاظ على وجود القواعد العسكرية الروسية في سوريا. وعبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استعداد موسكو لاستخدام هذه القواعد لتسليم المساعدات الإنسانية إلى سوريا، في حديثه بتاريخ 19 ديسمبر.