أعلنت صحيفة “غلوبس” الاقتصادية الإسرائيلية عن التوصل إلى اتفاق نهائي بين شركات حقل “لوثيان” ووزارة الطاقة الإسرائيلية لتصدير 130 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى مصر، بقيمة تبلغ 35 مليار دولار.
تفاصيل الصفقة
تشمل الصفقة التي تم الإبلاغ عنها باستفاضة تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توقيع الاتفاق خلال ساعات قليلة. ويعد هذا الاتفاق الأكبر بين مصر وإسرائيل في مجال الطاقة.
استمرت المفاوضات بين ممثلي شركات حقل “لوثيان” — “نيو ميد” (45.33%)، و”شيفرون” (39.66%)، و”راتسيو” (15%) — ومسؤولي وزارة الطاقة الإسرائيلية حتى ساعات متأخرة من الليل، حيث تم التوصل إلى تفاهمات تضمن أسعارًا مدعومة للسوق المحلي.
الالتزامات المحلية
تعهدت شركات حقل “لوثيان” بإعطاء الأولوية للسوق المحلي من خلال تزويد الغاز مباشرة في حال حدوث أعطال في حقول مثل “كريش-تانين” أو “تمار”.
يأتي هذا التسريع في إقرار الصفقة في سياق استعدادات نتنياهو للاجتماع المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 29 ديسمبر، والذي يتضح أنه يهدف لتلبية الدعم الأمريكي لشركة “شيفرون”، الشريك الأمريكي في المشروع.
خطط التوسع المستقبلية
بعد الحصول على الموافقة الحكومية النهائية، من المتوقع أن تعقد شركات “لوثيان” اجتماعًا خلال أسبوعين لاتخاذ قرار استثماري رسمي لتوسيع بنية الحقل لضمان إنجاز الإجراءات المطلوبة قبل سفر نتنياهو إلى واشنطن.
كما أفادت “غلوبس” بأن قطر قد حاولت استغلال التأخير في إقرار الصفقة، حيث سعت لإقناع القاهرة بشراء كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال (LNG) منها كبديل. ومع ذلك، يبقى اتفاق مصر مع شركة “هارتي بارتنرز” الأمريكية بقيمة 4 مليارات دولار بعيدًا عن حجم صفقة الغاز القادمة من “لوثيان”.
تحليل للأسباب والدوافع
تعزى الصفقة إلى الأزمة الطاقية المتفاقمة في مصر، والتي ترجع إلى النمو السكاني المرتفع، ارتفاع درجات الحرارة، وسوء إدارة الموارد.
- النمو السكاني: من 44 مليون نسمة عام 1981 إلى نحو 100 مليون عام 2020.
- افتقار الموارد: زيادة الطلب على الغاز مع تراجع إنتاجه.
في السنوات الأخيرة، بلغ ذروة إنتاج الغاز في مصر 71 مليار متر مكعب، غير أن الاستخراج المفرط أدى إلى تراجع الإنتاج إلى 45 مليار متر مكعب فقط عام 2024، بينما الحاجة السنوية تقدر بـ 70 مليار متر مكعب.
الاستثمارات المستقبلية
تركز الصفقة الإسرائيلية أيضًا على تمويل مشروعين حيويين في حقل “لوثيان”: أحدهما مد أنبوب جديد لرفع الطاقة الإنتاجية من 12 إلى 14 مليار متر مكعب سنويًا، والثاني ربط خط النقل بين أشكلون وأشدود لزيادة قدرة التوصيل إلى العريش بمقدار ملياري متر مكعب سنويًا.
بحسب التقارير، من المتوقع أن تؤدي هذه الاتفاقية إلى زيادة الإنتاج السنوي لحقل “لوثيان” إلى 21–23 مليار متر مكعب، وهو ضعف الكمية المنتجة حاليًا.
مشاركة أمريكية في التفاوض
كما تضمنت المفاوضات تدخل مسؤولين أمريكيين كبار، بمن فيهم الرئيس ترامب، الذي كان يسعى لحل الجمود. وكان السفير مايك هاكابي ووزير الطاقة كريس رايت جزءًا من هذه الجهود، حيث ألغى الأخير زيارة لإسرائيل قبل شهر بسبب عدم التوصل إلى اتفاق.
تشير المصادر إلى أن ضمان التزام “شيفرون” بالمشاركة كان من المحاور الأساسية في المفاوضات، لتجنب هجرة استثماراتها من إسرائيل.
ردود فعل رسمية
في هذا السياق، أكدت وزارة الطاقة الإسرائيلية أن وزير الطاقة هو الشخص المخول بالموافقة على إطار التصدير، مشيرة إلى أن المفاوضات لا تزال في مراحل متقدمة مع وجود قضايا تحتاج إلى فصل قبل تحديد موعد للتوقيع.
من المتوقع أن يصدر مكتب رئيس الوزراء بيانًا رسميًا بشأن الصفقة في الأيام المقبلة.


