تركيا تبدأ تصنيع غواصة محلية وتصدير سفينة حربية للناتو

أعلنت وزارة الدفاع التركية، عن بدء تصنيع أول غواصة محلية الصنع تحمل اسم “ميلدن”، بالإضافة إلى تنفيذ أول صفقة لتصدير سفينة حربية إلى رومانيا، في خطوة تعكس تقدم تركيا في مجال الصناعات الدفاعية.

مشروعات دفاعية استراتيجية

في إطار تعزيز قدراتها العسكرية، كشفت تركيا الأسبوع الماضي عن بدء تصنيع المدمرة البحرية للدفاع الجوي “TF2000″، التي تعد جزءاً رئيسياً من نظام “القبة الفولاذية” للدفاع الجوي.

ويشمل مشروع “القبة الفولاذية”، الذي يُعتبر من الإنجازات التقنية، أنظمة دفاع جوي وفضائي، ونظم مضادة للدبابات، إلى جانب مجموعة من الأنظمة الاستراتيجية الحديثة.

يُبرز المشروع تركيزه على 47 مكوّناً متخصصاً، تشمل رادارات، وصواريخ، ومستشعرات كهروبصرية، ومراكز قيادة، وقوات الدفاع الجوي بمديات متعددة.

صفقة مع رومانيا

استطاعت أنقرة تقليل اعتمادها على المزودين الأجانب، حيث أبرمت وزارة الدفاع صفقة مع وزارة الدفاع الرومانية لتصدير سفينة حربية، مما يُعَدّ خطوة رائدة من تركيا كعضو في حلف الناتو.

وأكدت وزارة الدفاع، أنه تم البدء في إنشاء الكتلة الأولى من المدمرة “TF2000” في ترسانة إسطنبول البحرية، بينما بدأ بناء أول كتلة اختبارية من غواصة “ميلدن” في ترسانة قولجوك البحرية.

تجارب ميدانية ناجحة

خلال الأشهر الماضية، أحرزت تركيا تقدماً ملحوظاً في تعزيز دفاعاتها العسكرية من خلال الاعتماد على الصناعات المحلية. وقد نجحت البحرية التركية مؤخراً في إجراء تجربة إطلاق لصاروخ الدفاع الجوي (Hisar-D RF)، الذي طُوّر محلياً، من منصة الإطلاق العمودية “ميدلاس” على متن الفرقاطة TCG Istanbul.

تشير تقارير إلى أن هذه التجربة، التي أجريت قرب سواحل مدينة سينوب، تمثل “محطة فارقة” في بناء قدرة دفاع جوي بحري ذات سيادة كاملة، وقد تمكن الصاروخ من تدمير طائرة مسيّرة في ظروف قتالية حقيقية.

التطورات في تكنولوجيا الدفاع

بدأت تركيا تطوير النسخة البحرية من صاروخ HiSAR-D منذ عام 2022، مع إجراء أول عملية إطلاق من الفرقاطة TCG Istanbul في مارس 2024. وقد أظهرت تجربة أغسطس 2025 أول اعتراض ناجح لهدف جوي، مما يعكس التقدم السريع في تحسين قدرات الدفاع الصاروخي البحري.

يتماشى هذا التوجه مع الجهود التركية لتطوير نظام MIDLAS المحلي بعد حظر الولايات المتحدة عرض نظام الإطلاق العمودي (Mk 41)، ما ساعد في تسريع الابتكارات المحلية وإعادة هيكلة الدفاعات البحرية.

نجاحات الطائرات المسيّرة

تحظى تركيا بسمعة مرموقة كأحد أبرز الدول في صناعة وتصدير الطائرات المسيّرة المسلحة، والتي تم استخدامها في صراعات متعددة في أوكرانيا وسوريا ومنطقة ناجورنو كاره باغ، إضافة إلى مناطق أخرى في إفريقيا.

بالرغم من التعزيزات المستمرة لقدراتها الدفاعية، يشير بعض المحللين إلى أن مشروع “القبة الفولاذية” ما زال بحاجة لسنوات لتحقيق الأهداف المحددة.