تسود حالة من القلق في الأوساط العسكرية الإسرائيلية إثر التقارب الجديد بين مصر والصين، والذي تمثل في توقيع اتفاق استراتيجي لإنتاج طائرات مسيّرة مسلحة.
اتفاق استراتيجي مشترك
ذكرت مجلة “يسرائيل ديفينس” الإسرائيلية، المختصة بالشؤون العسكرية، أن مصر والصين أبرمتا اتفاقاً استراتيجياً لتصنيع طائرات مسيّرة مسلحة. وصنفت المجلة هذه الخطوة بأنها “مرحلة متقدمة وذات دلالة عميقة” في مجال التعاون الدفاعي بين البلدين، مما يعكس جهود القاهرة لتعزيز قدراتها الصناعية في المجال الجوي.
في الأسبوع الماضي، وقعت الهيئة العربية للتصنيع المصرية مذكرة تفاهم رسمية مع مجموعة الصناعات الشمالية الصينية (NORINCO). وذلك خلال حفل شهد الكشف عن طائرة مسيّرة جديدة تحمل اسم “حمزة-2”.
معلومات عن الطائرة الجديدة
تستند “حمزة-2” إلى التصميم الصيني ASN-209، حيث تُستخدم لأغراض المراقبة والاستطلاع والعمليات الهجومية الدقيقة. وقد صُممت هذه الطائرة لتكون مزودة بذخائر موجهة ونقاط تعليق مخصصة للأسلحة.
وفي هذا السياق، أشار اللواء مختار عبد اللطيف، رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع، إلى دعمه القوي للتعاون الأمني مع الصين. وأكد أن تصنيع “حمزة-2” يتم فعليًا داخل مصر، بما يتماشى مع اتفاقيات نقل التكنولوجيا والشراكة الصناعية المعمول بها.
شراكة استراتيجية
تُعتبر شركة NORINCO الصينية من أبرز مقدمي أنظمة الطيران غير المأهول في أفريقيا وآسيا، مما يجعلها شريكًا موثوقًا في هذه الأسواق. واستعرضت “يسرائيل ديفينس” أن تصنيع “حمزة-2” يعتمد على مزيج من المكونات المحلية والمستوردة، مما يعكس استراتيجية تعزيز القدرات المحلية بعد استيراد المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة.
كما أن مصر تضخ موارد كبيرة في جهود تجديد قدراتها العسكرية، مع التركيز على تقليل الاعتماد على الواردات. وقد تم تطوير نهج يستهدف “الشراء أولًا، ثم توطين وتصنيع المنتجات محليًا” بعد استيراد طائرات مسيّرة وصواريخ وأسلحة أخرى من الصين.
علامة فارقة في الصناعة الدفاعية
تختتم المجلة بالتأكيد على أن هذا الاتفاق يُعتبر علامة فارقة في مسار الصناعة الدفاعية المصرية، كما يعكس رغبة القاهرة في تعزيز قدراتها الهجومية المحلية. وتمثل الشراكة مع الصين في مجال الطائرات المسيّرة المسلحة، وهو قطاع حساس للغاية، دلالة على ثقة متبادلة، وتشير إلى تحول في توازنات المشتريات الدفاعية في المنطقة.


