الإثنين 1 ديسمبر 2025
spot_img

الحروب ترفع مبيعات شركات الأسلحة إلى مستويات قياسية

spot_img

تجاوزت مبيعات أكبر 100 شركة لتصنيع الأسلحة في العالم مستويات قياسية، مسجلة 679 مليار دولار أمريكي خلال العام الماضي، مدفوعة بالصراعات المتصاعدة في مناطق مثل غزة وأوكرانيا.

يمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 5.9% مقارنة بالعام السابق، ويعكس تصاعدًا ملحوظًا في حجم الإنفاق العسكري العالمي. وتشير البيانات إلى أن إيرادات هذه الشركات زادت بنسبة 26% منذ عام 2015 وحتى نهاية العام الماضي.

الطلب المتزايد

أكد لورينزو سكارازاتو، الباحث في معهد استوكهولم الدولي لبحوث السلام (SIPRI)، أن عائدات الأسلحة العالمية بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق، مستفيدة من ارتفاع الطلب المتزايد على الأسلحة والمعدات العسكرية.

تشير جيد غيبرتو ريكارد، الباحثة في المعهد، إلى أن أوروبا تقود هذا الطلب المتزايد، مع ملاحظة زيادات ملحوظة في جميع المناطق باستثناء آسيا وأوقيانوسيا. وتعزو ريكارد هذه الزيادة في أوروبا إلى الحرب في أوكرانيا وتزايد المخاوف الأمنية.

توسيع القدرات العسكرية

أوضحت ريكارد أن العديد من الدول الأوروبية تسعى حاليًا لتوسيع وتحديث جيوشها، مما سيخلق مصدراً جديداً للطلب على الأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة.

هيمنة الشركات الأمريكية

تستحوذ الولايات المتحدة على حصة كبيرة من سوق تصنيع الأسلحة العالمي، حيث تتمركز 39 شركة من أكبر 100 شركة في العالم داخل الأراضي الأمريكية، بما في ذلك الشركات العملاقة مثل لوكهيد مارتن، وآر تي إكس، ونورثروب غرومان.

حققت شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية نموًا في إيراداتها المجمعة بنسبة 3.8%، لتصل إلى 334 مليار دولار في عام 2023، وهو ما يمثل ما يقرب من نصف إجمالي الإيرادات العالمية في هذا القطاع.

تحديات الإنتاج

على الرغم من النمو الكبير، أشار التقرير إلى أن تجاوزات الميزانية والتأخيرات تؤثر سلبًا على العديد من البرامج الرئيسية التي تقودها الولايات المتحدة، مثل طائرة F-35 المقاتلة والغواصة من طراز كولومبيا.

الشركات الأوروبية تزدهر

شهدت الشركات الأوروبية نموًا ملحوظًا أيضًا، حيث حققت 26 شركة من بين أكبر 100 شركة نموًا في الإيرادات الإجمالية بنسبة 13%، لتصل إلى 151 مليار دولار.

برزت شركة تشيكوسلوفاك غروب التشيكية كأكثر الشركات نموًا، حيث سجلت زيادة في الإيرادات بنسبة 193%، لتصل إلى 3.6 مليار دولار، مستفيدة من مبادرة الذخيرة التشيكية التي تدعم أوكرانيا.

قيود الإمدادات

تواجه شركات تصنيع الأسلحة الأوروبية صعوبات في تلبية الطلب المتزايد، حيث يشير معهد استوكهولم الدولي لبحوث السلام إلى أن الحصول على المواد الخام أصبح أكثر صعوبة.

أفاد التقرير أن شركات مثل إيرباص وسافران الفرنسية كانت تعتمد على روسيا لتلبية نصف احتياجاتها من التيتانيوم قبل عام 2022، واضطرت إلى البحث عن موردين جدد.

تحديات سلاسل التوريد

دفعت القيود الصينية على تصدير المعادن الأساسية شركات مثل تاليس الفرنسية وراينميتال الألمانية إلى التحذير من ارتفاع التكاليف في ظل إعادة هيكلة سلاسل التوريد.

الشركات الروسية تتكيف

شهدت شركتا صناعة الأسلحة الروسيتان “روستك” و”شركة بناء السفن المتحدة” ارتفاعًا في إيراداتهما المجمعة بنسبة 23%، لتصل إلى 31.2 مليار دولار، على الرغم من نقص المكونات بسبب العقوبات الدولية، حيث عوَّض الطلب المحلي انخفاض الصادرات.

نقص العمالة الماهرة

أشار التقرير أيضًا إلى أن صناعة الأسلحة الروسية تواجه صعوبة في إيجاد ما يكفي من العمالة الماهرة لدعم معدلات الإنتاج المتوقعة اللازمة لدعم أهداف الحرب الروسية.

تراجع في آسيا وأوقيانوسيا

كانت منطقة آسيا وأوقيانوسيا المنطقة الوحيدة التي شهدت انخفاضًا في الإيرادات الإجمالية للشركات المتمركزة فيها، حيث انخفضت إيراداتها مجتمعة بنسبة 1.2%، لتصل إلى 130 مليار دولار.

أكد التقرير أن الصورة في جميع أنحاء آسيا كانت متباينة، وأن الانخفاض الإجمالي كان نتيجة لانخفاض أكبر بين شركات تصنيع الأسلحة الصينية.

الفساد يعيق النمو الصيني

أوضح نان تيان، مدير برنامج الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة في معهد استوكهولم الدولي لبحوث السلام، أن مزاعم الفساد في مشتريات الأسلحة الصينية أدت إلى تأجيل أو إلغاء عقود أسلحة رئيسية خلال العام الماضي.

أضاف تيان أن هذا الانخفاض عمَّق “عدم اليقين” بشأن جهود الصين لتحديث جيشها.

نمو في اليابان وكوريا الجنوبية

في المقابل، شهدت شركات تصنيع الأسلحة اليابانية والكورية الجنوبية زيادة في إيراداتها، مدفوعة أيضًا بالطلب الأوروبي المتزايد.

الشرق الأوسط في الصورة

حققت 9 من أكبر 100 شركة أسلحة متمركزة في الشرق الأوسط إيرادات إجمالية بلغت 31 مليار دولار، وشكلت شركات الأسلحة الإسرائيلية الثلاث المدرجة في التصنيف أكثر من نصف هذا المبلغ، حيث نمت إيراداتها مجتمعة بنسبة 16%، لتصل إلى 16.2 مليار دولار.

أشارت زبيدة كريم، الباحثة في معهد استوكهولم لبحوث السلام، إلى أن “ردود الفعل السلبية المتزايدة على أفعال إسرائيل في غزة لم تؤثر على الاهتمام بالأسلحة الإسرائيلية”.

اقرأ أيضا

اخترنا لك