أعلنت ألمانيا عن إطلاق النسخة الحديثة من مدفع الهاوتزر ذاتي الحركة المجنزر Panzerhaubitze 2000 (PzH 2000) عيار 155 مليمتر، تحت اسم PzH 2000 A4، وذلك في منشأة KNDS Deutschland بمدينة ميونخ. هذه النسخة الجديدة تأتي مزودة بتحسينات تكنولوجية متقدمة تهدف إلى تعزيز كفاءة الأداء وقدرات التحكم في النيران.
تحسينات تكنولوجية
تتمثل أبرز التحسينات في هذه النسخة في تعزيز مستوى الرقمنة، ودمج شبكي متقدم، بالإضافة إلى أنظمة إلكترونية محسّنة. وصرّح وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس بأن “البنية الرقمية الجديدة” للمدفع تساهم بصورة فعالة في تحسين القدرات الاستراتيجية للمنظومة، وفقاً لمجلة Military Watch.
كما تم تحديث بنية الطاقة وأنظمة التبريد عبر عملية فصل المولّد عن منظومة إدارة الحرارة، مما يعزز من كفاءة الطاقة ويسمح بتوسيع قدرات الإلكترونيات مستقبلاً.
الإنفاق الدفاعي الأوروبي
يأتي هذا التطور في إطار الزيادة الملحوظة للإنفاق الدفاعي في أوروبا، حيث تسعى ألمانيا إلى تعزيز دورها القيادي في تحديث ترسانات جيرانها من خلال طرح نسخ جديدة من نظام PzH 2000.
انتقادات لنظام PzH 2000
رغم الحملات الترويجية الطويلة لنظام المدفعية الألماني منذ دخوله الخدمة عام 1998، إلا أنه واجه انتقادات حادة بعد أول اختبارات قتالية عالية الكثافة التي أجراها الجيش الأوكراني في عام 2022. حيث أكدت مجلة “دير شبيجل” أن مدافع PzH 2000 أظهرت “اهتراءً” ملحوظاً وتعرضت لأعطال سريعة.
هذا الأمر دفع الجيش الأوكراني للاعتماد بشكل أكبر على مدفعيته من مصادر أخرى، كمدافع M777 الأميركية التي أظهرت موثوقية أكبر. كما عانت أنظمة PzH 2000 من ضعف التوافق مع الذخائر المصنعة في دول حلف شمال الأطلسي (الناتو).
أداء أقل من التوقعات
لم يكن أداء المدفعية الألمانية مستثنىً، إذ سجلت دبابات Leopard 2A6 أيضاً نتائج أقل بكثير من المتوقع. وبشكل عام، تبقى قدرات PzH 2000 بعيدة عن الريادة العالمية عند مقارنتها بأنظمة المدفعية الكورية الجنوبية K9 التي طلبتها عدة دول أوروبية، بالإضافة لأنظمة PLZ-05 وSH16 الصينية.
كذلك، فإن التكلفة المنخفضة للأنظمة الآسيوية ساهمت في تراجع قدرة PzH 2000 التنافسية. من المتوقع أن يستمر الاستثمار المرتفع في أنظمة المدفعية، خاصةً في ظل الدور المحوري لهذه الأنظمة في الحرب الروسية–الأوكرانية، حيث برزت المدافع الكورية الشمالية من عيار 170 ملم في استخدامات مكثفة.
استراتيجيات الدعم الأميركية
في إطار تعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية، سعت الولايات المتحدة إلى تعويض النقص الكبير في مخزون المدفعية الأوكراني عبر تزويده بذخائر Excalibur الموجهة بدقة. ورغم ذلك، فقد حد الاستخدام الفعّال للتشويش الإلكتروني من قِبَل القوات الروسية من فاعلية هذه الذخائر بشكل كبير.


