أعلنت رئاسة الصناعات الدفاعية في تركيا، اليوم الأربعاء، عن توقيع عقود بقيمة 6.5 مليار دولار مع شركات دفاع محلية، تهدف إلى تعزيز وتطوير منظومة الدفاع الجوي المتكاملة المعروفة باسم “القبة الفولاذية”.
قفزة في الصناعة الدفاعية
تسعى تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، منذ عدة سنوات إلى تعزيز قدراتها الدفاعية وتقليص اعتمادها على الموردين الخارجيين، مما أدى إلى طفرة في إنتاج الصناعات الدفاعية المحلية.
وتخطط البلاد لبناء منظومة “القبة الفولاذية”، المشابهة للنظام الإسرائيلي “القبة الحديدية”، في خطوة استراتيجية أولى ستبدأ في يوليو 2024.
وأوضح رئيس الهيئة، خلوق جورجون، في بيان أن العقود تتضمن تطوير أنظمة قتالية وإصدارات متقدمة، تشرف شركة روكيتسان على تنفيذها، وستكون المنظومة بالكامل محلية الصنع.
تعزيز قدرات الردع
أفاد جورجون بأن هذه العقود ستساهم في تعزيز قدرة تركيا على الردع العسكري، فضلاً عن المساهمة في تحسين مدى ونطاق أنظمتها الدفاعية الحديثة.
إلى جانب ذلك، اعتبر رئيسا شركتي “أسيلسان” و”روكيتسان” أن هذه العقود تمثل خطوة ذات “أهمية استراتيجية” في تطوير أنظمة الدفاع الجوي ومواجهة التهديدات المتزايدة.
يشمل المشروع 47 مكوناً متنوعة، تشمل رادارات وصواريخ ومستشعرات كهرومغناطيسية، بالإضافة إلى مراكز قيادة وسيطرة ونظم دفاع جوي بمديات مختلفة.
التوجه نحو الاكتفاء الذاتي
تجدر الإشارة إلى أن الضغوطات العسكرية التي تعرضت لها العديد من الدول المجاورة لتركيا، بما في ذلك إيران وسوريا ولبنان وقطر، بسبب التدخلات العسكرية الإسرائيلية، قد أثارت مخاوف أنقرة ودفعها لتعزيز قدراتها الجوية والدفاعية بشكل ملحوظ.
باتت تركيا واحدة من الدول الرائدة في تصنيع وتصدير الطائرات المسيّرة المسلحة، حيث أثبتت فعالية كبيرة في نزاعات عديدة بما في ذلك أوكرانيا وسوريا وناجورنو قره باغ.
وفي مواجهة الحظر الأمريكي على نظام الإطلاق العمودي، تسعى تركيا لتطوير نظام MIDLAS المحلي لتلبية احتياجاتها الدفاعية المتزايدة.
تجارب ناجحة في القدرات البحرية
في الآونة الأخيرة، نفذت البحرية التركية تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ الدفاع الجوي “Hisar-D RF” المطوَّر محليًا، من نظام الإطلاق العمودي “MIDLAS” على متن الفرقاطة TCG Istanbul، مما يعد تقدمًا بارزًا في تقوية قدرة الدفاع الجوي البحري البحتة.
أظهرت هذه التجربة، التي وقعت في البحر الأسود، النضج التشغيلي للنظام الجديد، حيث تمكن الصاروخ من تدمير طائرة مسيّرة في ظروف قتالية حقيقية.
بدأ تطوير النسخة البحرية من صاروخ “HiSAR-D” من خلال تجارب سابقة، وتمكنت تركيا من تحقيق نجاحات مهمّة في اعتراض أهداف جوية حية، مما يؤكد تسارع وتيرة تطوير قدراتها الدفاعية الجوية.