الأربعاء 26 نوفمبر 2025
spot_img

احتفالات الجيش الإسرائيلي بالإنجازات الأمنية تتناقض مع الحقائق

spot_img

احتفل الجيش الإسرائيلي مؤخرًا بما وصفه بـ”إنجازات أمنية وهمية” على طول الحدود مع مصر، وفقًا لما أفادت به قناة i24NEWS العبرية.

تقرير داخلي مقلق

كشفت القناة أن هذا الاحتفال يتناقض مع معطيات وردت في تقرير داخلي لغرفة عمليات الفرقة 80، حيث تم رصد 46 عملية تهريب خلال أسبوع واحد فقط. يجدر بالذكر أن هذا الرقم يمثل العمليات التي تم اكتشافها فعليًا، في حين لا يزال مصير الطائرات التي نجحت في التسلل مجهولًا.

كما أشارت i24NEWS إلى أن ظاهرة التهريب عبر ما تسميه إسرائيل “الحدود الغربية” قد شهدت تصاعدًا ملحوظًا خلال الشهرين الماضيين، حيث بلغ معدل الطائرات المهربة نحو طائرة ونصف يوميًا، تحمل شحنات تتضمن أسلحة عالية الجودة وكميات هائلة من المخدرات، إضافةً إلى حيوانات استوائية نادرة.

شبكات التهريب وعلاقتها بالأسر البدوية

تعتمد شبكات التهريب على تعاون منسق بين عائلات بدوية موزعة على جانبي الحدود. وتقوم الطائرات المسيرة التي يُعدها المهربون الإسرائيليون بنقل الشحنات إلى الجانب المصري، حيث تستلمها جهات أخرى لتحميلها بالمحتويات القادمة من مناطق مختلفة قبل العودة بها إلى داخل إسرائيل دون أي اعتراض.

وأكدت القناة أن هذه العمليات تحدث في ظل عدم وجود رادع حقيقي، بسبب تشتت المسؤوليات الأمنية بين عدة جهات. فالحدود تحت إشراف الجيش، بينما تُلقى مسؤولية المهربين على عاتق الشرطة، وتحظى الرقابة الأمنية بإدارة جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، مما يتسبب في فراغ تنسيقي يُضعف آليات المساءلة.

تحولات في الاستراتيجيات الأمنية

أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي مؤخرًا قرارًا بتحويل الشريط الحدودي مع مصر إلى منطقة عسكرية مغلقة، ومنح قائد اللواء صلاحيات واسعة لمواجهة التهريب. ومع ذلك، تجاهل القرار تمامًا دور الشرطة، مما يعمق الاعتماد على جيش فقد قوته السابقة، وأصبح “جيشًا صغيرًا” يركز على مهام حدودية موضعية دون رؤية استراتيجية شاملة.

كذلك، كان من المخطط إنشاء مركز قيادة موحد في بئر السبع يجمع بين جميع الأجهزة الأمنية المعنية، إلا أن الدولة لم تعيّن أي مسؤول فعلي لقيادته، مما أفقده السلطة التنفيذية وأدى إلى تفاقم الغموض الأمني.

ردود الفعل والانتقادات

عقب موجة من الانتقادات الشعبية، قام الجيش بتعيين ضابط رفيع للتواصل الإعلامي، ولكنه استُبدل سريعًا بقائد كتيبة “لم يكن مرتفع الرتبة بما يكفي ليُحدث فرقًا، ولا يملك الخبرة الميدانية الكافية لنقل الصورة الحقيقية للوضع”.

اختتمت i24NEWS تقريرها بالإشارة إلى أن “الاحتفاء المبالغ فيه بالإنجازات الأمنية قد يكون مجرد ستارٍ يخفي عجزًا مؤسسيًا مزمنًا”، مشيرة إلى أن الدولة بدأت تعترف بالأزمة بعد أشهر من الإنكار، في محاولة للاستجابة لمطالب السكان المحليين وسط واقعٍ حدودي ملئ بالتناقضات.

اقرأ أيضا

اخترنا لك