الثلاثاء 25 نوفمبر 2025
spot_img

جفاف نهر العاصي بسوريا: سابقة تاريخية تنذر بكارثة

spot_img

للمرة الأولى في تاريخه، يشهد نهر العاصي في سوريا جفافاً تاماً، في تحول يهدد الأمن الزراعي والبيئي في البلاد. يأتي هذا الجفاف بالتزامن مع وصول منسوب المياه في سد الرستن إلى أدنى مستوياته، مما يضاعف المخاطر على القطاع الزراعي والنظام البيئي المحلي.

جفاف تاريخي للعاصي

تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر النهر وقد جف تمامًا، وذلك نتيجة تراجع معدلات هطول الأمطار وانخفاض تدفق الينابيع التي تغذي النهر.

كانت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” قد حذرت قبل أشهر من أزمة بيئية محتملة بسبب جفاف نهر الليطاني، مشيرة إلى تحول الأراضي المحيطة به إلى أراضٍ متشققة وبرك راكدة، بعد أن كان النهر شريان حياة للمنطقة.

تداعيات الجفاف

أدى انقطاع المياه إلى لجوء بعض المزارعين في ريف حماة إلى استخدام مياه الصرف الصحي لري محاصيلهم، مما يزيد المخاطر الصحية ويهدد جودة الإنتاج الزراعي.

يبلغ طول نهر العاصي حوالي 571 كيلومترًا، وينبع من سهل البقاع في لبنان، ويجري شمالًا عبر سوريا، قبل أن يصب في البحر الأبيض المتوسط قرب مدينة السويدية في محافظة هاتاي التركية.

أزمة المياه تتفاقم

يعد هذا الجفاف الكامل سابقة تاريخية، خاصة بالنظر إلى الدور الحيوي الذي يلعبه النهر كمصدر رئيسي للري في المنطقة. من أبرز المدن التي يمر بها النهر حمص وحماة وجسر الشغور وأنطاكية.

تفاقم الجفاف من خسائر المزارعين ورفع تكاليف الري، بالإضافة إلى التداعيات البيئية التي أثرت على الغطاء النباتي والكائنات المائية.

تحذيرات دولية

في سبتمبر الماضي، حذر تقرير أمريكي من أن منطقة شرق المتوسط تواجه أسوأ موجة جفاف منذ عقود، معتبراً سوريا الدولة الأكثر تضرراً، في ظل تراجع حجم الأمطار وجفاف البحار والمحيطات وانقطاع المياه في المدن لعدة أيام.

اقرأ أيضا

اخترنا لك