نيودلهي: كشفت تحقيقات موسعة في الهند عن شبكة إرهابية تضم أطباء وطلاب طب وخبراء تكنولوجيا ورجال دين، تعمل في عدة ولايات. وتعد هذه الشبكة، التي تضم متعلمين ومهنيين، من أخطر التنظيمات الإرهابية التي تم الكشف عنها مؤخرا.
هجوم نيودلهي يكشف المستور
جاء الكشف عن هذه الشبكة بعد هجوم إرهابي في نيودلهي أسفر عن مقتل 15 شخصًا وإصابة العشرات. وتبين أن منفذ الهجوم هو طبيب قام بتفجير سيارة مفخخة.
بدأت خيوط المؤامرة تتكشف في كشمير، حيث ألقي القبض على عرفان أحمد واغاي، وهو رجل دين، بعد العثور على ملصقات تحذر السكان من التعاون مع القوات الهندية.
اعتقالات في ولايات هندية
أدت التحقيقات إلى اعتقال أطباء في ولايتي أوتار براديش وهاريانا. ومن بين المعتقلين الدكتور عادل مجيد راذر، الذي يعمل طبيباً في مستشفى متخصص، والذي كشف عن اسمي طبيبين آخرين هما الدكتور مزمل شاكيل جاناي والدكتور عمر نبي.
تمكنت الشرطة من القبض على جاناي، بينما اختفى عمر نبي. وكشفت التحقيقات عن مخبأ مليء بالمتفجرات، بما في ذلك نترات الأمونيوم ومكونات عبوات ناسفة.
تورط جراحة وشقيقها
اعترف جاناي بتورط الدكتورة شاهين سيد، وهي جراحة، وشقيقها الدكتور برفيز سيد، في الشبكة الإرهابية. وعثرت الشرطة على بندقية هجومية في سيارة شاهين.
تركز دور الدكتور عادل داخل الشبكة الإرهابية حول شراء الأسلحة. فيما تم تحديد هوية الانتحاري في هجوم دلهي وهو الدكتور عمر نبي.
المتفجرات والتجنيد
عثرت قوات الأمن على نحو 2.900 كيلوغرام من المتفجرات في مسكن الدكتور عادل، وشملت المتفجرات مركبات النترات والبوتاسيوم وزيت الوقود وأجهزة التفجير.
أظهر مقطع فيديو نشر مؤخرا الدكتور عمر نبي وهو يبرر الهجمات الانتحارية، ما يعكس عمق تطرفه.
تحديات أمنية كبيرة
قال المدير العام السابق للشرطة، شيش بول فايد، إن تحول طبيب إلى انتحاري يمثل تحديا هائلا للمؤسسة الأمنية، ويعكس مستوى التطرف.
كما تم اعتقال جاسر بلال واني، المتهم بتطوير عبوات ناسفة بدائية الصنع تعمل بمعاونة طائرات من دون طيار، وتصميم صواريخ لعمليات مستقبلية.
استراتيجيات التجنيد
توصل المحققون إلى أن أفراد الشبكة تأثروا بالأفكار المتطرفة عبر قنوات على تطبيق “تلغرام”، منها قناة يديرها أحد عناصر “جيش محمد”.
استخدم رجل الدين عرفان أحمد ثلاث استراتيجيات لتحديد المجندين المحتملين: اختبار الفضول الديني، ومسح وسائل التواصل الاجتماعي، والتقرب من رواد المساجد.
لقاءات في تركيا ودبي
كشفت التحقيقات أن الدكتور عمر والدكتورة شاهين ورجل الدين عرفان، التقوا بمسؤولين من جماعة “جيش محمد” في تركيا ودبي.
سعت المجموعة إلى الانتقام من الضربات العسكرية الهندية على معسكرات تابعة لجماعات إرهابية في باكستان.
جناح نسائي ومختبرات جامعية
كانت الدكتورة شاهين تعمل على بناء جناح نسائي لجماعة “جيش محمد”، وتجري جلسات تلقين عبر الإنترنت.
تعتقد الشرطة أن مختبرات جامعة الفلاح ربما استخدمت لتخزين مواد متفجرة.
سم الريسين القاتل
في قضية منفصلة، ألقت الشرطة القبض على الطبيب أحمد محيي الدين سيد، الذي تلقى تعليمه في الصين، لمحاولته إعداد سم الريسين القاتل.
اعترف سيد بتواصله مع عضو في جماعة “داعش – خراسان”، وبأنه بدأ في الحصول على المواد اللازمة للمعالجة الكيميائية للسم.
تهديد استراتيجي
حتى الآن، وردت أسماء 22 مهنياً في التحقيق، وتجري المزيد من التحقيقات للكشف عن الشبكة الأعمق.
حذر الفريق دي. بي. باندي من أن “الإرهابيين ذوي الياقات البيضاء” يشكلون تهديداً استراتيجياً، ويستغلون الدعاية المتطرفة، ويعملون في الخفاء، ويساعدون الجماعات الإرهابية في تجنب الكشف عنها.