الثلاثاء 25 نوفمبر 2025
spot_img

تعديلات جوهرية على خطة ترمب بشأن أوكرانيا بضغط أوروبي

spot_img

في خطوة مفاجئة، أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفاؤلاً حذراً بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الصراع الروسي الأوكراني، وذلك قبل أيام قليلة من انقضاء المهلة التي حددها بنفسه. يأتي هذا التفاؤل في أعقاب اجتماعات مكثفة بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين في جنيف، أسفرت عن تعديلات جوهرية على خطة السلام التي طرحتها الإدارة الأميركية.

وكتب ترامب عبر منصته “تروث سوشيال”: “هل من الممكن حقاً إحراز تقدم كبير في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا؟ لا تصدقوا حتى تروا شيئاً جيداً”.

تفاؤل حذر بمسار السلام

يُشير هذا التصريح إلى احتمال حدوث انفراجة دبلوماسية في الأزمة الأوكرانية، خاصة بعد انتهاء جولة مفاوضات ماراثونية في جنيف، الأحد، بخروج المسؤولين الأميركيين والأوكرانيين بإطار عمل “مُحدّث ومُحسّن” لخطة السلام. المحادثات قادها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الأوكراني أندريه يرماك.

إلا أن التوصل لاتفاق نهائي يظل مرهوناً بمهلة زمنية ضيقة، إذ يصر الرئيس ترامب على ضرورة إبرام اتفاق بحلول عيد الشكر الموافق 27 نوفمبر.

خطة السلام الأميركية

في وقت سابق، قدمت إدارة ترامب خطة سلام من 28 نقطة، أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية الأميركية والدولية، واعتُبرت “صادمة” كونها تلبي مطالب روسيا إلى حد كبير.

تضمنت الخطة تنازلات مؤلمة من جانب أوكرانيا، مثل التخلي عن أجزاء من مناطق دونيتسك ولوغانسك، وحظر انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) لمدة عشر سنوات، وتقييد حجم جيشها.

تعديلات جوهرية مقترحة

في المقابل، شددت أوكرانيا على ثوابتها بشأن وحدة أراضيها ورفضها أي قيود على قدراتها العسكرية أو تحالفاتها المستقبلية. وقد وافقت الولايات المتحدة على إجراء تعديلات على خطة ترامب، وبدعم من مقترحات أوروبية، جرى تقديم تصور جديد للحل.

ويبدو أن جولة جنيف أسفرت عن إدخال تعديلات جوهرية على الخطة الأصلية، بهدف تعزيز السيادة الأوكرانية وتلبية بعض المطالب الأوروبية والأوكرانية.

ضمانات أمنية أقوى

أكد بيان مشترك صادر عن البيت الأبيض وكييف أن المناقشات كانت “مثمرة للغاية”، وأنها حققت “تقدماً ملموساً” نحو تحقيق “سلام عادل ودائم” يتماشى مع المقترحات الأميركية والخطوط الحمراء الأوكرانية.

تركز التعديلات الجديدة على تقديم ضمانات أمنية أقوى لأوكرانيا، بما في ذلك اتفاقات بقيادة أميركية لتخزين الأسلحة وإنشاء فرق استجابة سريعة، مع تأجيل النظر في مسألة انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو.

الحفاظ على الحدود السيادية

كما تضمنت التعديلات المقترحة تجميد الوضع الراهن في المناطق التي تطالب بها روسيا (مثل القرم وجيوب دونباس) لمدة عشر سنوات، مع توفير ضمانات دولية لعدم انتهاك هذا الوضع.

إضافة لذلك، تقترح التعديلات تقديم مساعدات اقتصادية مشروطة لأوكرانيا بقيمة 50 مليار دولار لإعادة الإعمار، على أن تكون هذه المساعدات مرتبطة بإصلاحات داخلية، مع إنشاء مناطق عازلة بعرض 50 كيلومتراً تحت إشراف الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

محادثات بناءة ومثمرة

وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو المحادثات بأنها “مفيدة للغاية، وربما تكون الأكثر إنتاجية وأهمية” منذ تحول الإدارة نحو المفاوضات، مؤكداً أن المراجعة تتناول خطة “المصالح الوطنية” لأوكرانيا.

بدوره، أكد الرئيس الأوكراني زيلينسكي أن كييف “نجحت في إبقاء نقاط حساسة للغاية على الطاولة، بما في ذلك إطلاق سراح جميع أسرى الحرب الأوكرانيين، وإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين اختطفتهم روسيا”.

تحديات وعقبات محتملة

على الرغم من التفاؤل الحذر، يحذر خبراء أميركيون من أن طريق السلام لا يزال محفوفاً بتنازلات قد تعيد تشكيل البنية الأمنية الأوروبية، مشيرين إلى أن التوصل إلى إطار عمل نهائي بحلول نهاية الأسبوع قد يكون أمراً صعباً.

ويرى بعض المحللين أن محادثات جنيف والتعديلات على خطة ترامب تمثل فوزاً تكتيكياً، لكن فرص تحقيق فوز استراتيجي ينهي الحرب الروسية الأوكرانية لا تزال ضئيلة، خاصة في ظل غياب روسيا عن المحادثات.

اقرأ أيضا

اخترنا لك