ضاحية بيروت الجنوبية تشيّع قياديًا بارزًا في “حزب الله” مع تصاعد التوتر الحدودي. الغارة الإسرائيلية التي استهدفت معقل الحزب تثير تساؤلات حول مستقبل الاستقرار في لبنان، وتزيد الضغوط على السلطات لتنفيذ قرار نزع السلاح.
هجوم يستهدف قيادات حزب الله
شارك المئات في تشييع هيثم الطبطبائي، القيادي العسكري في “حزب الله”، ورفاقه الذين قضوا في غارة إسرائيلية. رفع المشيعون صور قادة الحزب وشعارات مناوئة لإسرائيل والولايات المتحدة، وسط تصاعد التوتر في المنطقة.
وتقدم المسيرة عناصر من الكشافة التابعة للحزب، فيما عبر مناصروه عن غضبهم واستنكارهم للعملية التي وصفوها بـ”الاعتداء السافر”.
الجيش الإسرائيلي يعلن مسؤوليته
أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الضربة الجوية التي استهدفت منطقة حارة حريك، مؤكدًا “اغتيال الإرهابي هيثم علي الطباطبائي”، الذي وصفه بـ”رئيس أركان حزب الله والقائد الأبرز”.
وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي، أسفرت الضربة عن مقتل أربعة عناصر آخرين من الحزب، مما يرفع حصيلة القتلى إلى خمسة.
من هو هيثم الطبطبائي؟
ووفقًا لسيرة ذاتية نشرها “حزب الله”، تولى الطبطبائي مهام عسكرية في سوريا واليمن، وتولى “القيادة العسكرية في المقاومة” بعد حرب عام 2006.
ويعتبر الطبطبائي من أبرز القيادات العسكرية التي خسرها الحزب منذ حرب 2006، والتي شهدت مقتل أمينه العام السابق حسن نصرالله وقادة بارزين آخرين.
“لن يتحقق هدفهم”
وفي كلمة خلال التشييع، أكد الشيخ علي دعموش، رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله”، أن “الهدف من اغتيال هذا القائد الجهادي الكبير هو النيل من إرادة المقاومة وإخافتها”، مضيفًا: “هذا الهدف لن يتحقق على الإطلاق”.
ضغوط لتجريد الحزب من السلاح
يأتي التصعيد في وقت تكرر إسرائيل أنها لن تسمح لـ”حزب الله” بإعادة بناء قدراته العسكرية. تتزامن هذه التطورات مع ضغوط أميركية متزايدة على الجيش اللبناني لتسريع عملية تجريد الحزب من سلاحه، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
تنفيذ القرار الحكومي
كانت الحكومة اللبنانية قد قررت في الخامس من أغسطس نزع سلاح “حزب الله”، وشرع الجيش في تنفيذ خطة لتفكيك بنى الحزب العسكرية بدءًا من سبتمبر. إلا أن الحزب رفض تسليم سلاحه، واصفًا قرار الحكومة بأنه “خطيئة”.
“إعادة بناء القوة”
وجاء استهداف الطبطبائي بعد تأكيد إسرائيل المتكرر بأنها لن تسمح للحزب “بإعادة بناء قوته” وتشكيل “تهديد” لها، وهو ما كرره رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو.
خيارات محدودة
يقول مصدر قريب من “حزب الله” إن هناك رأيين داخل الحزب: أحدهما يفضل الرد على الاغتيال، والآخر يميل إلى “اعتماد أقصى أشكال الدبلوماسية في المرحلة الراهنة”.
“الصفعة الأقوى”
يقول الباحث في مركز “أتلانتيك كاونسل” نيكولاس بلانفورد إن اغتيال الطبطبائي “الصفعة الأقوى لحزب الله منذ وقف إطلاق النار”، نظرًا لموقعه القيادي وقدرة إسرائيل على استهداف كبار القادة.
دعوات للمواجهة
دعا دعموش الدولة اللبنانية إلى “مواجهة العدوان بكل الوسائل وحماية مواطنيها وسيادتها ورفض الضغوط الأميركية والإسرائيلية”.
“المماطلة في نزع السلاح”
يتهم مسؤولون إسرائيليون وأميركيون السلطات اللبنانية بـ”المماطلة” في نزع سلاح الحزب، رغم تأكيد الجيش اللبناني مضيه في تنفيذ الخطة.
“أمر مستحيل”
قال مصدر عسكري إن مطلب تجريد الحزب من سلاحه قبل نهاية العام “أمر مستحيل”، وسط نقص في العتيد والعتاد وخشية من مواجهات مع المجتمعات المحلية الحاضنة لـ”حزب الله”.
“بسط سلطة الدولة”
شدد رئيس الحكومة نواف سلام على أن “الطريق الوحيد لترسيخ الاستقرار” يمر عبر “بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وتمكين الجيش اللبناني من الاضطلاع بمهامه”.


