الأحد 23 نوفمبر 2025
spot_img

“الضارية”: دراما سعودية تعكس صراع الثأر والمخدرات

spot_img

يستعد مسلسل “الضارية”، أحدث الإنتاجات السعودية على قنوات mbc ومنصة “شاهد”، لجذب أنظار المشاهدين من خلال عنوانه الفرعي “الثأر ما يضيع”، مما يعكس عمق الأحداث وزخم الصراعات الدامية التي تميز العمل.

قصة الصراع

تدور أحداث الحلقة الأولى حول معركة دموية بين عصابتي مخدرات، تنتهي بمقتل زعيم العصابة الأولى أمام عيني ولده، بينما يتم القبض على زعيم العصابة الثانية. مع مرور الزمن، يتحول الابن إلى زعيم للعصابة، ينتظر بفارغ الصبر خروج قاتل والده من السجن لاسترداد ثأره.

يتألف المسلسل من 8 حلقات مثيرة، تجمع بين الحركة والدراما، حيث يتعاون المخرجان التونسي مجدي السميري والسوري الفوز طنجور، لتقديم تجربة فريدة تركز على البيئة البدوية، على غرار أعمالهما السابقة. ورغم نجاحهما في تقديم قصة محبوكة، يُشعر الكتاب طلال عواجي في بعض الأحيان بأن الخط الدرامي يفتقر إلى التعمق الكافي.

بُعد إنساني

يتجاوز “الضارية” كونه مجرد دراما مشوقة حول الثأر، بل يستكشف أيضاً الصراع القائم بين الخارجين عن القانون وقوى الأمن الساعية للحفاظ على البلاد من مخاطر المخدرات التي تضر بالشباب. كما يلقي المسلسل الضوء على العلاقة المعقدة بين الإنسان وطبيعته، وكيف تؤثر البيئة على السلوك والعلاقات الإنسانية.

تجري أحداث المسلسل في منطقة جنوبية ذات جبال وطرق ملتوية، مما يضيف بعداً جمالياً وقسوة على الصراع الدائر بين الشخصيات، حيث تعكس الطبيعة القاسية بيئة الشخصيات وتحدياتها.

عالم الثأر

ينطلق الصراع الرئيسي بعد سنوات من المعركة الأولى، حيث تعتبر بمثابة “الخطيئة الأولى” التي يحملها كل رجل في “الضارية”. الأجيال تتوارث الثأر، مما يخلق حلقة من العنف لا تنتهي.

يوسف (فايز جريس)، الابن المتعطش للانتقام من المجرم عباس (تركي اليوسف)، يمتلك أخاً غير شقيق جباناً يدعى إبراهيم (عبد الله متعب)، الذي لا يتردد في استغلال الوضع لصالحه. تبرز الأمهات في العمل كعوامل تحفيزية للثأر، حيث تحث كل من أم يوسف وأم إبراهيم أبنائهما على عدم التسامح.

أفكار مثيرة للتفكير

يمثل عباس الشرير التقليدي في القصة، بينما يظهر يوسف كمجرم لديه مبادئ أخلاقية، مما يخلق تبايناً مثيراً في العمل. إن السرد الدرامي يواجه إشكالية تتعلق بضرورة وجود بطل يتعاطف معه المشاهد حتى في أفعاله الشريرة.

في محاولة لمواجهة هذه القضية، يقدم المسلسل شخصية الضابط تركي، الذي يسعى لتحقيق العدالة في مسقط رأسه، مما يضفي بُعداً إنسانياً على القصة. يُقدم النجم خالد صقر في هذا الدور، ويمنح القصة بُعداً إضافياً يعكس التحديات التي يواجهها في حياته المهنية.

المسلسل بحاجة للتعمق

يمتاز “الضارية” بعناصر تصوير رائعة وموسيقى تصويرية تعكس توتر الأجواء. كما يُبرز التمثيل بجانب الممثلين الرئيسيين، حيث تتألق ريم الحبيب وآيدا القصي في شخصياتهما، رغم أن المسلسل يُشعر بعض المشاهدين بأنه يحتاج لمزيد من العمق.

تمتاز معظم الأعمال الدرامية العربية بطولها، لكن “الضارية” قد تكون بحاجة إلى مزيد من التوسع في بعض التفاصيل الدرامية، خاصةً في العلاقات بين الشخصيات وسط الصراعات التي يتعاملون معها.

على الرغم من وجود العديد من المسلسلات الممتازة، يبقى “الضارية” عملاً مميزاً يُسلط الضوء على مناطق غير تقليدية في الدراما السعودية، ويجمع بين الأكشن والدراما العائلية بشكل ناجح.

اقرأ أيضا

اخترنا لك