كشف السفير الإيراني لدى روسيا كاظم جلالي، في مؤتمر صحفي، عن زيارة مرتقبة للرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان إلى موسكو في 17 يناير المقبل، حيث سيقوم بالتوقيع على “اتفاقية للتعاون الشامل” مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
زيارة تاريخية
أشار جلالي، خلال إجتماع مع طلاب إيرانيين وموظفين من جامعة “مشنيكوف” للعلوم الطبية في سان بطرسبرج، إلى أن الزيارة ستتضمن “توقيع اتفاقية التعاون الشامل بين الدولتين من قبل الرئيسين”.
وتتضمن الخطط الاقتصادية المشتركة بين إيران وروسيا، مشروع نقل الغاز الروسي إلى إيران ومشروع ممر “شمال-جنوب” الذي يهدف إلى الربط بين الهند وإيران وروسيا وأذربيجان ودول أخرى.
مشروع الممر الاستراتيجي
وفي سياق متصل، أفاد جلالي بأن نائبي رئيس الوزراء الروسي، أليكسي أوفيرتشوك وفيتالي سافيليف، قاما بزيارة طهران الأسبوع الماضي لمناقشة تفاصيل مشروع الممر، حيث تم إجراء محادثات مع الرئيس الإيراني ومسؤولين آخرين لتعزيز التعاون الثنائي.
وأوضح أن “خطة نقل الغاز الروسي إلى إيران تعد واحدة من المشروعات الاقتصادية البارزة بين البلدين”، معبراً عن أمله في سرعة استكمالها.
وفي لقاء سابق، أكد سافيليف على أهمية انضمام إيران كعضو مراقب في الاتحاد الأوراسي الاقتصادي، حيث سيوفر هذا الانضمام فرصاً كبيرة للوصول إلى الأسواق الكبيرة للدول الأعضاء.
آفاق جديدة للتعاون
الاتحاد الأوراسي الاقتصادي يشمل روسيا وأرمينيا وبيلاروس وكازاخستان وقرجيزستان، ويُقدّر عدد مستهلكي السوق بحوالي 190 مليوناً، مع وجود كوبا ومولدوفا وأوزبكستان كدول ذات صفة مراقب.
وسلط سافيليف الضوء على رغبة الحكومة الروسية في تنفيذ اتفاقية خط سكك الحديد (آستارا – رشت) ضمن مشروع ممر “شمال-جنوب”، مع تأكيده على أهمية التعاون مع طهران لتنفيذ هذه الاتفاقية.
وأشار نائب رئيس الوزراء الروسي إلى أنه قد وجه دعوة لبيزشكيان لزيارة موسكو مطلع العام الجديد لمواصلة المحادثات المتعلقة بالتعاون الاستراتيجي بين البلدين.
تحقيقات متواصلة
وفي العام الماضي، وقعت موسكو وطهران اتفاقية لإنشاء خط سكة حديد يمتد بطول 162 كيلومتراً من ميناء آستارا إلى مدينة رشت في إيران، وهي خطوة تُعتبر استكمالاً لمشروع النقل الاستراتيجي “شمال-جنوب”.
يمتد مشروع الممر “شمال-جنوب” على مسافة 7200 كيلومتر، ويعتبر بديلاً للطريق البحري الذي يربط بين أوروبا ودول الخليج العربي ودول المحيط الهندي، كما يتضمن ثلاثة مسارات شحن دولية.
تعزيز العلاقات الروسية الإيرانية
منذ بدء الأزمة الأوكرانية، شهدت العلاقات الروسية الإيرانية تطوراً ملحوظاً، إذ تحرص روسيا على تعزيز روابطها مع إيران وكوريا الشمالية، واللتين تعتبران من الأعداء الرئيسيين للولايات المتحدة.
وفي أكتوبر الماضي، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن قرب انتهاء اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، مشيراً إلى وجود تعاون دفاعي محتمل ضمن الاتفاق الجديد.
كما أشار الرئيس الروسي خلال لقائه مع نظيره الإيراني في 23 أكتوبر إلى قرب توقيع الاتفاق، والذي أكده السفير الإيراني لدى روسيا، حيث من المتوقع أن يتم ذلك خلال زيارة منفصلة للرئيس الإيراني في العام الجديد.
